أكدت جريدة النهار اللبنانية أن إيران لم تخفف من وجود قادتها وضباطها في سوريا، عقب التصعيد الإسرائيلي ومقتل قيادات بارزة من الحرس الثوري.
وقالت الجريدة إن “فيلق القدس” أجرى تعيينات جديدة، وغيّر ما يسمى “المودوس أوبراندي” أي أسلوب العمل على الأراضي السورية، حيث “كانت الضربات الإسرائيلية عنيفة جداً، ومؤذية إلى أبعد الحدود، حتى قبل تصفية الجنرال محمد رضا زاهدي ومعه ستة ضباط في القنصلية الإيرانية”.
وأضافت المصادر أن حادثة القنصلية في الأول من نيسان (أبريل) الماضي “شكلت النقطة التي أفاضت الكأس بعد سلسلة اغتيالات وضربات جراحية على كامل الخريطة السورية، بما أوضح انكشاف قيادة “فيلق القدس” المنبثق من “الحرس الثوري” الإيراني”.
وقالت الجريدة إن “مضمون الخبر الذي وزعته وكالة “فرانس برس” لم يكن صحيحاً، وذلك بصرف النظر عن مستوى المصادر التي استخدمتها منصة الوكالة للترويج للتحول في الوجود الإيراني على الأراضي السورية”.
وأضافت أنه “رغم محاولة المصادر التي سربت الخبر إلى الوكالة الفرنسية الإيحاء بأن ثمة تغييراً عميقاً وربما استراتيجياً في الدور الإيراني في سوريا، فإن جل ما حصل أن الإيرانيين أجروا تغييرات تكتيكية تتصل بمقار إقامة ضباط “فيلق القدس”، وسرية حركتهم، وطبيعة علاقتهم وأسلوبها بالأجهزة التابعة لسلطة اﻷسد”.
وتتهم أوساط إيرانية السلطة بتسريب معلومات خطيرة عن الوجود الإيراني على الأرض إلى أجهزة غربية تنقلها بدورها إلى “الموساد” الإسرائيلي.
كما تتصل التغييرات التكتيكية – بحسب المصادر – بخفض كثافة حضور الضباط والخبراء دفعة واحدة على الأراضي السورية، وهذا ينطبق أيضاً على الأراضي اللبنانية بسبب احتمال احتدام المواجهة في لبنان واستهداف قيادات عسكرية رفيعة من “حزب الله” خارج نطاق الجنوب والبقاع، فضلاً عن أن قواعد الاشتباك المستجدة بعد أزمة ضربة القنصلية، “يمكن أن نؤكد أنها تلحظ عدم استهداف المقار السيادية الإيرانية أسوة بالقنصلية، لكنها لا تشمل استهداف ضباط إيرانيين خارج السفارة الإيرانية”.
وختمت الصحيفة اللبنانية بالقول: “واهم جداً من يعتقد أن إيران ستخفف من وجودها العسكري في سوريا.. فسوريا هي الاستثمار الجيوسياسي الأكبر في تاريخ إيران الخمينية.. وهي حجر الرحى في الاستراتيجية الإيرانية المشرقية، وحلقة الوصل بين حدود مداها الحيوي عند القائم – البوكمال، وحدودها الغربية عند الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط والخط الأزرق ومزارع شبعا الفاصلة بين لبنان وإسرائيل”.