قررت لجنة الدفاع في برلمان السويد رفع الميزانية المخصصة للدفاع بمقدار 52.8 مليار كرون سويدي أي مايعادل نحو 4.8 مليار دولار، وسط مخاوف حقيقية من توسع الغزو الروسي على أوكرانيا باتجاه اﻷراضي السويدية.
وذكرت وسائل إعلام أن تلك الزيادة غير المسبوقة في ميزانية الدفاع ستبقى سارية حتى عام 2030 القادم، حيث ستخصص الأموال لرفع عدد المجندين الذين يتلقون تدريبات سنوية من 8 آلاف إلى 10 آلاف.
ويأتي ذلك عقب انضمام السويد إلى حلف شمال اﻷطلسي (الناتو)، حيث سارعت في خطواتها للدخول في الحلف خوفاً من هجوم روسي محتمل.
وفي سياق متصل أكدت المؤسسة البحثية Verian أن العديد من سكان البلد باتوا يحتفظون بمبالغ نقدية في منازلهم تحسبًا لحدوث أزمات مستقبلية، وفقاً لما نقله راديو السويد.
وقال البحث إن نصف سكان “يافلابوري” يحتفظون بمبالغ نقدية وصل بعضها إلى ألفي كرونة سويدية ما يعادل 180 دولارًا، “تحسباً لحدوث أزمات”.
وكانت الدعوات التي أطلقها الجيش والحكومة للاستعداد للحرب، قد أثارت جدلا حادا وموجات من التسوق الاحتياطي وتصاعدا للقلق بين السكان، منذ مطلع العام الحالي.
ومع كون ستوكهولم لم تشارك في أي نزاع مسلح منذ حروب نابليون، ومعظم السويديين لا يعرفون أي شيء عن وقائع الحرب، فقد بات ذلك أدعى ﻹثارة المخاوف في صفوفهم.
ويتخوف السكان من عودة ذكريات الحرب الروسية السويدية (1743-1741) والتي خسرت فيها اﻷخيرة جزءاً من الأراضي لصالح روسيا في حرب الشمال العظمى.
وقال وزير الدفاع المدني السويدي كارل أوسكار بوهلين في تصريح سابق: “قد تحدث حرب في السويد” محذراً من أي تراخ في هذا المجال، فيما طرح القائد الأعلى للقوات المسلحة السويدية ميكايل بيدن، الفكرة نفسها بعد ذلك بأيام وعرض منازل محترقة ومدمرة جراء القصف في أوكرانيا.
وسأل؛ “هل تعتقدون أن هذه يمكن أن تكون السويد؟”، مؤكدا أنه لا يطرح مجرد سؤال بسيط، قائلاً إن “حرب روسيا ضد أوكرانيا هي مرحلة وليست هدفا نهائيا، فالهدف هو إنشاء منطقة نفوذ وتدمير النظام العالمي القائم على نظم محددة”، مشدداً على أن السويديين “يجب أن يستعدوا نفسيا للحرب”.
ارتفاع مستوى القلق
يتأثر السوريون سلباً بتلك اﻷنباء، مع لجوء أكثر من 100 ألف شخص منهم حتى اليوم، إلى أقصى الشمال الغربي من العالم بسبب الدمار الذي لحق بلادهم جراء الهجوم الروسي.
وتشير تقارير غير حكومية إلى ارتفاع مستويات القلق في أوساط المجتمع الذي يضم ثاني أكبر عدد من اللاجئين السوريين، على مستوى أوروبا.
كما تأتي السويد في المرتبة السابعة على مستوى العالم من بين الدول، التي لديها أكبر عدد من اللاجئين السوريين، حيث يوجد عل أراضيها قرابة 113.213 ألف لاجئ سوري، وفقاً لآخر إحصائية نُشرت الصيف الماضي.