أعربت اﻷمم المتحدة عن دعمها ﻹنشاء مؤسسة دولية مستقلة لمعرفة مصير المفقودين في سوريا، حيث يوجد مئات آلاف المختفين قسراً، معظمهم في سجون سلطة اﻷسد.
وقال مفوض اﻷمم المتحدة لحقوق الإنسان “فولكر تورك” خلال إحاطة في جلسة للجمعية إن إنشاء تلك المؤسسة يعد بمثابة “خطوة بارزة إلى الأمام”، حيث طلبت الجمعية العامة من الأمين العام، من بين أمور أخرى، إجراء دراسة حول الأشخاص المفقودين في سوريا، بالتشاور مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان.
ووصف تورك ما أسماه “الصراع” في سوريا بأنهى”جرح مفتوح بالنسبة لملايين السوريين وخاصة العائلات التي تتوق إلى عودة أحبائها المفقودين والحصول على إجابات بشأن ما حدث لهم”.
وكانت الجمعية العامة التابعة إلى اﻷمم المتحدة قد تبنت في حزيران 2023 قرارًا بإنشاء مؤسسة دولية جديدة مستقلة لاستجلاء مصير المفقودين في سوريا وأماكن وجودهم وتقديم الدعم للضحايا وأسرهم.
وأكد المفوض السامي أن المؤسسة ستساعد على تخفيف معاناة الناس من كافة الأطراف، من خلال تلبية حاجتهم العميقة في معرفة ما حدث لأحبائهم، مضيفاً أن هذا الأمر يعد من الشروط الأساسية لدعم “المصالحة والعدالة والسلام الدائم لكافة الشعب السوري”.
ومضى تورك بالقول: “أريد أن أؤكد هذه النقطة: المؤسسة المستقلة ستدعم جميع الضحايا؛ وسوف تبحث عن الأشخاص المفقودين من جميع الجهات – بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، ولماذا أو متى اختفوا”.
ومنذ اعتماد قرار إنشاء المؤسسة المستقلة، قال المفوض السامي إن مكتبه عين فريقا من الخبراء لتزويد المؤسسة بالموظفين، بمن فيهم متخصصون في شؤون الأشخاص المفقودين؛ شمولية النوع الاجتماعي؛ حقوق الضحايا؛ مشاركة الضحايا والمجتمع المدني؛ إدارة المعلومات.
وأضاف أن الجمعية العامة وافقت على الميزانية، يوم الأربعاء الفائت، مشيرا إلى أن الموظفين سينتقلون إلى المقر الأولي للمؤسسة المستقلة في جنيف.
وقال إنه يجري العمل حاليا على إعداد أوراق إحاطة ستغطي العديد من القضايا الأساسية التي ستواجهها المؤسسة المستقلة، وسوف تتضمن توصيات لتصميم وتنفيذ خطط البحث؛ وضمان المشاركة الكاملة للضحايا، ودورا قويا للمجتمع المدني ودعم الضحايا والناجين.
وأشار فولكر تورك إلى أن الأشهر المقبلة ستشهد ترشيح ووصول رئيس المؤسسة المستقلة إلى جنيف، الأمر الذي سيمكن المؤسسة من بدء عملياتها الكاملة بسرعة، مجدداً دعوة الجمعية العامة لجميع الدول، وجميع أطراف النزاع في سوريا، إلى التعاون بشكل كامل مع المؤسسة المستقلة، حتى تتمكن من الوفاء بتفويضها.
ومضى قائلا: “هذا عمل يتجاوز السياسة.. ومن الممكن أن يبني الثقة بين السوريين، ويصل إلى قلب مبدأ التضامن الإنساني، وإلى وحدتنا في مواجهة المعاناة” على حد تعبيره.