يخضع الضابط السابق في قوات الأسد “م. حمو” للمحاكمة أمام القضاء في السويد، اليوم الإثنين، بتهمة المشاركة في جرائم حرب في سوريا عام 2012، وسط البلاد.
وقد أصبح حمو البالغ من العمر 65 عامًا والمقيم في السويد؛ العسكري السوري الأعلى رتبة الذي يخضع لمحاكمة في أوروبا حتى اليوم.
وكان المذكور ضابطًا برتبة عميد في جيش الأسد وهو متهم بـ”المساعدة والتحريض على ارتكاب جرائم حرب” وهي تهم تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وبحسب لائحة الاتهام، فقد ساهم حمو عبر “المشورة والعمل”، في معارك خاضها جيش اﻷسد “وتضمنت بشكل منهجي، هجمات عشوائية على بلدات أو أماكن عدة على أطراف وفي داخل مدينتي حماة وحمص”.
ونقلت الوكالة عن وسائل إعلام محلية في السويد أن المحاكمة تتعلق بالفترة الممتدة بين الأول من يناير و20 يوليو 2012، ويتوقع أن تستمر المحاكمة حتى أواخر مايو.
وقال الادعاء إن المعارك التي خاضتها القوات الموالية للأسد “شملت هجمات جوية وبرية واسعة النطاق من قبل منفّذين غير معروفين في صفوف جيش اﻷسد”، مشيرا إلى أن الغارات تم شنها من دون التمييز بين أهداف مدنية وعسكرية كما يقتضي القانون الدولي.
وكان حمو يشرف على وحدة معنية بالتسليح، وقد قام بالمساعدة في عمليات التنسيق والتسليح للوحدات القتالية، ما ساهم في تنفيذ الأوامر على “مستوى عملي”.
وقالت محامية حمو، ماري كيلمان لوكالة فرانس برس، إن موكلها نفى ارتكاب جرائم، لكنها آثرت عدم الإدلاء بتعليقات إضافية، قبل بدء المحاكمة، حيث من المقرر أن تدلي سبعة أطراف مدنية، بينها سوريون يتحدرون من حمص وحماة الواقعتين في وسط سوريا، بشهادات خلال المحاكمة.
كما سيدلي مصور بريطاني أصيب خلال إحدى الضربات المذكورة في لائحة الاتهام بإفادته، حيث كان شاهداً على استهداف المدنيين.
الإفلات من العقاب في سوريا
أكدت كبيرة المستشارين القانونين في منظمة المدافعين عن الحقوق المدنية عايدة سماني أن “الهجمات في حمص وحماة ومحيطهما في العام 2012، تسببت بأذى كبير للمدنيين ودمار هائل للممتلكات المدنية”.
وأشارت إلى أن “التصرفات نفسها تكررت بشكل منهجي من قبل جيش اﻷسد في مدن أخرى على امتداد سوريا”، مؤكدة أن ذلك جرى “بإفلات تام من العقاب”.
وأوضحت سماني أن محاكمة حمو ستكون الأولى في أوروبا التي “تتعامل مع هذا النمط من الهجمات العشوائية من قبل قوات اﻷسد”، مشيرة إلى أنها “ستكون الفرصة الأولى لضحايا الهجمات لإسماع صوتهم في محكمة مستقلة”.
وبالرغم من أن حمو هو الأعلى رتبة بين الضباط السوريين يخضع للمحاكمة في السويد وأوروبا، إلا أن دولا أخرى في القارة سعت إلى توجيه الاتهام الى عدد من المسؤولين الذين يحملون رتبا أعلى.
وكانت النيابة العامة السويسرية قد قرّرت في مارس محاكمة رفعت الأسد، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لوقائع تعود إلى ثمانينات القرن الماضي، وفي حين لم يتم بعد تحديد موعد للمحاكمة، يستبعد أن يمثل رفعت أمام القضاء السويسري.