خاص – حلب اليوم
تُمثل محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، موطناً للعديد من الثقافات المختلفة، بما في ذلك الآشوريين والكلدان والسريان، الذين يحتفلون بعيد ما يسمى “أكيتو” أو رأس السنة الأشورية، إذ يعتبر هذا العيد هو مناسبة دينية وثقافية تجمع الأقليات الدينية المسيحية في سوريا، وتشكل فرصة للاحتفال بالتراث والتاريخ الغني.
طقوس عيد “أكيتو”
يُعتبر عيد “أكيتو” من أقدم الأعياد التي عرفتها الحضارات في بلاد الرافدين والبشرية ككل، ويمثل هذا الاحتفال تراثاً ثقافياً غنياً وموروثاً تاريخياً يعكس تاريخ الشعب الآشوري والكلدان والسريان.
وعن العيد، تقول السيدة “لانا كبريل” من سكان مدينة الحسكة وهي من الديانة المسيحية، إن عيد أكيتو لهذا العام هو إتمام رأس السنة لدى المسيحين الآشوريين حيث أصبحت 6774.
السيدة “كبريل” تقول لـ”حلب اليوم” إن طقوس هذا العيد تبدأ بالصلوات والقداديس داخل الكنائس، حيث يجتمع المصلون لأداء الصلوات التقليدية المخصّصة لهذه المناسبة المقدسة، وكذلك الشعائر الدينية والتي تتضمن ترتيل الترانيم الدينية، وقراءة الكتاب المقدس، وتلاوة الأناجيل المختلفة التي ترتبط بحياة وعطاء المسيح.
وأما عن الطقوس لعيد أكيتو تروي “كبريل” أنه في العيد يتم استخدام الأعلام والزينة في الكنائس والشوارع المحيطة بها، وإشعال الشموع وتقديم الأزهار كتعبير عن الفرح والاحتفال، إذ يتم تبادل التهاني والزيارات بعد الصلوات، ويقومون بزيارة بعضهم البعض في منازلهم لتبادل الأخبار والأطعمة الشهية.
وتضيف: “إن الأسر المسيحية في الحسكة تشتهر بتحضير وتقديم وجبات طعام تقليدية شهية خلال عيد أكيتو، مثل الكباب والمجبوس والمعجنات الشرقية التقليدية”.
وتصف السيدة “كبريال” هذه الطقوس والتقاليد بأنها جزءاً لا يتجزأ من ثقافة وتراث مسيحيي محافظة الحسكة، كما أنها تعكس روح الوحدة والتضامن والتفاني الديني بين أفراد هذه الطوائف خلال هذه المناسبة المهمة.
ما هو عيد أكيتو؟
يقول “حنا صومي” وهو مسؤول الجمعية الثقافية السريانية في الحسكة لـ”حلب اليوم” إنهم يحتفلون هذا العام برأس السنة البابلية الآشورية، والتي يعود تاريخ الاحتفال بها إلى (6774) عام، لافتاً إلى أن هذا العيد يرمز إلى الحياة والتجديد والتطلع إلى مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً، حيث يتمنون تحقيق العدل والمساواة لكافة الشعوب.
يعتقد “حنا” أن تأثير هذه الطقوس القديمة لا يزال حاضراً في العديد من الشعائر الدينية لدى الأديان السماوية، مثل احتفالات أسبوع الآلام وعيد الفصح لدى المسيحيين.
وتؤكد مراسلة “حلب اليوم” في الحسكة، أن الاحتفال بعيد أكيتو لا ينقطع كل عام عن المدينة بطقوسه الأصلية، حيث يستمر الناس في ارتداء الأزياء التقليدية الملوّنة والمزينة، ويُحيون المشاهد الفلكلورية والراقصة التي تصفها الطائفة المسيحية الآشورية في الحسكة بـ”الأسطورة القديمة لانبعاث الحياة من الأرض بعد فصل الشتاء”.