تداولت مواقع إعلامية مؤخراً تقارير مزعومة عن انسحاب القوات التركية من شمال غربي سوريا، خلال أسابيع، بموجب اتفاق مع إيران، وهو ما تبين أنه مزيف.
وقد أجرت حلب اليوم عمليات تحقق حول الخبر ليتبيّن أن منصات إعلامية موالية لقسد هي من تناقلته خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، دون ذكر مصدر صحيح.
وقالت تلك المنصات إن هناك اتفاقاً بين طهران وأنقرة على انسحاب اﻷخيرة من سوريا خلال شهرين لصالح القوات الإيرانية، ونسبت تلك الحسابات الخبر لمصدرين إيرانيين وهما وكالة تسنيم الإيرانية وقناة إيران انترناشنال.
وتبين بعد عمليات تحقق حول الخبر أنه “لا صحة له”، فلدى العودة لموقع ومنصات وكالة تسنيم وإيران انترناشنال لم يتم العثور على الخبر ولا على صور بطاقات الخبر أيضاً.
وعند التدقيق في تصاميم بطاقات الأخبار المزيفة وبطاقات الأخبار المعتمدة في الوسيلتين، وجدت حلب اليوم، أنه من السهل التلاعب بتصاميم تلك البطاقات ووضع أخبار زائفة منسوبة لهما.
وأضافت بعض الصفحات الموالية لقسد أن وزير الدفاع التركي يشار غولر أكد العزم على سحب القوات التركية من سوريا وهو تصريح لم يصدر عن وزير الدفاع.
وكان آخر تعليق رسمي تركي صدر حول ملف القوات التركية والشمال السوري، في الثامن عشر من الشهر الفائت، حيث دعا وزير الخارجية التركية هاكان فيدان سلطة اﻷسد إلى “مراجعة نفسها” فيما يتعلق بملف الاجتماعات الرباعية، مشيراً إلى محافظة أنقرة على “التوازن” مع روسيا وإيران.
وقال إن “على السلطات في دمشق مراجعة نفسها”، موضحاً أن “الأولوية الأولى بالنسبة لأنقرة هي أن يستمر اتفاق أستانا بشأن الملف السوري وألا يتكرر الصراع بين المعارضة السورية وسلطة اﻷسد لأن هذه نقطة انطلاق لعدم الاستقرار”.
وأعرب الوزير التركي عن أمله في أن تكون “البيئة غير الحربية” فرصة للأطراف لإيجاد حل سياسي دائم في سوريا، يغير حالة الجمود في هذه القضية.
وأكد وزير الخارجية أن تركيا “عازمة على استخدام كافة الأدوات المتاحة لها لضمان أن يسود الاستقرار في منطقتها”، مشيراً إلى “حركة اتصال منظمة في العراق قمنا بتطويرها في السنوات الأخيرة، وخاصة في المجالات الأمنية والمجالات الأخرى”.
وأوضح أن هناك العديد من النقاط الضعيفة وغير الخاضعة للسيطرة على الحدود والتي تمكن من نفاذ pkk، وقال “هناك خطوات يجب اتخاذها قرب الحدود التركية. هدفنا جعل المنطقة آمنة. أمن الحدود بين العراق وسوريا ممكن تماما وعلى التنظيم عدم استغلال الفجوة بينهما”.
وذكر فيدان أن تنظيم pkk يسعى إلى خلق تآزر أكبر من خلال الجمع بين وجوده في كل من العراق وسوريا، وأن أحد أهداف تركيا هو إنهاء العبور بين سوريا والعراق بشكل كامل.