على الرغم من ارتفاع أسعار الحلويات في شهر رمضان المبارك هذا العام، واصل السوريون التزامهم بالتقاليد والطقوس الرمضانية التي ترتبط بها المائدة السورية، إذ لم تخلوا أي مؤائد عن حلويات الشهر الكريم، ولكنها كانت مختارة بعناية وما يتناسب مع ميزانيتهم من حيث الكم والنوعية.
ومن السوق الشعبي لمدينة الحسكة، يروي “رشيد الحمدان” وهو صاحب محل لبيع المعروك في سوق المدينة لـ”حلب اليوم” أنه رغم ارتفاع أسعار الحلويات هذا العام، ولكن حركة البيع والشراء “نشطة” و “جيدة” الحركة التجارية جيدة، ولكن هناك تغيير في أنماط استهلاك الزبائن ليتناسب مع القدرة الشرائية المتاحة لديهم، إذ لا يزال السوق مزدحماً بالباحثين عن الحلويات والمأكولات الرمضانية الأرخض تمثناً قبل وقت الإفطار.
تتوفر في أسواق مدينة الحسكة جميع أنواع المأكولات والحلويات الرمضانية المعروفة وفقاً لـ “الحمدان” كـ (النمورة، والقطايف، والمشبك، والمعروك، والتي تعتبر جزءاً من التقاليد الشهيرة في رمضان).
وبحسب مراسلة حلب اليوم فإن العشرة الأيام الأولى من الشهر، يركز سكان المدينة على تناول أطعمة “القشطة لخفتها” على المعدة وسهولة تناولها بعد الإفطار.
تقول مراسلتنا “في أسواق الحسكة يُظهر الباعة المحليون للحلويات الرمضانية التقليدية والشعبية ابتكارهم في عرض البضائع وجذب الزبائن، وهو تقليد راسخ في شهر رمضان، حتى في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها السوريون في جميع أنحاء البلاد، والتي أدت إلى ارتفاع أسعار الحلويات بشكل كبير نتيجة لارتفاع تكلفة المواد الخام المستخدمة في إعدادها”.
خلال إعداد هذا التقرير التقينا مع السيدة “رشا عنتر” من سكان مدينة الحسكة، والتي أوضحت أنها تلجأ إلى شراء المعروك كبديل عن الحلويات الأخرى مثل القطايف والبقلاوة وما شابه ذلك، نظراً لأن ثمنه أقل.
تُشير رشا إلى أن الأسعار تتراوح بين 10 ألف ليرة سورية وما فوق حسب نوعية المعروك سواء كان محشياً بالتمر أو الشوكولاتة أو الجبنة أو ببساطة كان سادة.
على الرغم من ارتفاع الأسعار إلا أن المعروك لا يغيب عن مائدة رشا وأسرتها في شهر رمضان، إذ يُعتبر جزءاً من الطقوس الرمضانية التي يحرصون على الاحتفاظ بها ومع ذلك، تلاحظ رشا أن كميات الشراء لهذا العام كانت أقل من الأعوام السابقة بسبب الارتفاع المتواصل في الأسعار.
و”المعروك”، المعروف أيضاً بـ “خبز رمضان“، يُباع فقط خلال شهر الصيام، وغالبًا ما يُتناول بجانب كأس من الشاي بعد وجبة الإفطار.
وفي السابق، كان يأتي عادة في صورة “سادة” (بدون أي إضافات) أو مع تمر، لكن خلال السنوات الأخيرة، زادت شعبيته مع مجموعة متنوعة من الحشوات، مما أدّى إلى ارتفاع سعره بشكل كبير في ظل ارتفاع أسعار مكوناته.