خاص – حلب اليوم
شهدت مناطق شمال شرق سوريا ارتفاعاً مفرطاً في أسعار اللحوم الحمراء، حيث وصل سعر الكيلو الواحد منها إلى 240 ألف ليرة سورية، مما جعلها غير متاحة بالشكل المعتاد على موائد العديد من العائلات من أصحاب الدخل المحدود المتأثرة بالظروف الاقتصادية الصعبة.
يأتي التذبذب في الأسعار بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، والذي يعتبر فترة تشهد فيها الأسواق ارتفاعاً في تكاليف المواد الغذائية، بما في ذلك اللحوم والخضراوات والفواكه.
بدائل اللحوم الحمراء
تواجه الأسر في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة صعوبات في توفير وجبات اللحوم لأفرادها، مما يجبرها على التفكير في بدائل لتقليل التكاليف المالية الضاغطة وتلبية احتياجات أفراد الأسرة.
بدأ بعضهم في اللجوء إلى استخدام اللحوم البديلة مثل صدر الدجاج الأبيض، حيث أكّد “يامن فهمي” وهو أحد سكان مدينة الحسكة، أن سعر كيلو صدر الفروج بلغ “65 ألف ليرة سورية” وذلك على الرغم من عدم رخصه، إلا أنه يقدم بعض الفائدة؛ حيث تقوم زوجته بإضافة البصل والبقدونس للوجبة وطهيها بكميات قليلة في محاولة لتوفير المصروفات على عائلتهم.
في الطرف الآخر تتبع الشابة “نسرين شابو” من سكان مدينة القامشلي نهجاً مختلفاً في شراء اللحوم، حيث تقوم بشراء كميات قليلة بناءً على حاجتها للطبخ، دون السؤال عن سعر الكيلوغرام.
تقول نسرين إنها تستخدم كميات قليلة جداً في الطبخ للحفاظ على طعم اللحم وتجنباً للإسراف، مع العلم بأن كل شيء بات ثمنه مرتفعاً، وتحاول نسرين تجنب الطبخات التي تحتاج إلى كميات كبيرة من اللحوم، نظراً لراتبها الذي لا يتجاوز المليون ليرة سورية، فيما يعمل زوجها كعامل في مطبعة بنظام اليومية لذا تتخذ هذه التدابير لتسهيل أمور بيتها.
.أوضح فريد الحسن، صاحب محل لبيع اللحوم في مدينة القامشلي، أن ارتفاع أسعار المواشي وتقلبات أسعار الأعلاف هي السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار اللحوم.
وأشار إلى أن سعر كيلو الخروف الحي يبلغ حوالي 220 ألف ليرة سورية، وسط تراجع كميات المواشي المعروضة بالسوق. وأكد أن هذا الارتفاع لا يأتي من المربيين أو أصحاب المحلات، بل أن الغلاء لا يخدم مصالح أحد، وأن الزبائن ليسوا المتضررين الوحيدين، حيث شهدت مبيعات المحال انخفاضاً وصلت إلى الحد الأدنى.
وأضاف أن قلة تواجد المواشي في المنطقة يعود جزئياً إلى تصديرها وتهريبها من المنطقة إلى كردستان العراق.
وبحسب مصادر رسمية متطابقة، فقد تراجعت الثروة الحيوانية في سوريا بنحو 50% خلال العقد الماضي، ليصل عدد قطعان الأغنام إلى نحو 15 مليون رأس غنم والأبقار إلى نحو 850 ألف رأس ويتراجع عدد مزارع الدواجن المرخصة إلى نحو 7 آلاف مزرعة بعموم المحافظات السورية.