خاص – حلب اليوم
تعتبر منطقة الجزيرة السورية التي تشمل أراضٍ من الحسكة والرقة ودير الزور، سلة غذاء سوريا نظراً لما تحتويه من محاصيل استراتيجية مثل القمح، الشعير، والقطن، هذه المحاصيل تشكل مصدر دخل أساسي لمزارعي المنطقة، لكنها واجهت تحديات كبيرة مما جعل زراعتها “غير مربحة”، حسب عدة مزارعين تحدثوا لقناة حلب اليوم.
في قرية العريشة بمحافظة الحسكة، أبدى عيد العلوان (55 عاماً) استياءً من عدم استغلال أكثر من نصف مساحة أرضه للزراعة، حيث قام بزراعة 65 دونماً فقط من أصل 150 دونماً بالقمح المروي وفق الخطة الزراعية المحددة من الإدارة الذاتية.
وأوضح أن سبب عدم زراعة المساحة الكاملة يعود إلى ارتفاع أسعار المحروقات، حيث يصل سعر ليتر المازوت في السوق السوداء إلى 4600 ليرة سورية، ولم يتم توزيع المازوت المدعوم من قبل الإدارة الذاتية حتى الآن.
وأشار عيد إلى أن الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا تفرض أسعاراً مرتفعة على بذور الزراعة بمبلغ 400 دولار أمريكي، وأن مؤسسات إكثار البذار في مناطق قسد تهدد المزارعين بعدم شراء محصولهم إذا لم يقوموا بشراء البذور منها، لافتاً إلى أن هذه العوامل دفعته لتقليص مساحة أرضه الزراعية.
وبدأ مزارعو الحسكة في زراعة أراضيهم بالقمح المروي خلال شهري تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر 2023، وفقًا لتصريحات المزارع عيد الذي قام بزراعة أرضه في تشرين الثاني/نوفمبر.
وأشار إلى أن الأرض بحاجة إلى الري بعد عشرة أيام من زراعة البذار، ممّا يتطلب استخدام مادة المازوت خلال هذه الفترة، إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول عليها.
ماهي خطة الإدارة الذاتية الزراعية؟
في نوفمبر 2023، أعلنت هيئة الزراعة والري عن خطة زراعية لعام 2024، وضمت الخطة تخصيص كميات البذور لكل دونم ونسب المحاصيل الزراعية.
حددت الهيئة وقتها 60٪ من المساحة لزراعة القمح المروي، و5٪ للشعير، و15٪ للبقوليات، و2٪ للخضروات الشتوية.
وبحسب مراسل حلب اليوم فإن الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا لا تفرض الخطة على المزارعين، لكنها تعلن عن الخطة سنوياً وتقدم الدعم المالي والموارد وفقاً لذلك.
وتضيف: “على سبيل المثال، إذا كانت المساحة الزراعية 100 دونم، يجب ألا تتجاوز مساحة زراعة القمح المروي 60 دونمًا، وإذا لم يلتزم المزارع بالخطة، فلن يحصل على الدعم، والذي يتضمن المازوت والأسمدة والبذور وفقاً للنسب المحددة في الخطة”.
ومع ذلك، لم تحدد الإدارة الذاتية كميات المحروقات المدعومة وأسعارها حتى إعداد هذا التقرير، على الرغم من اقتراب موعد انتهاء الموسم الشتوي، إذ لا يزال المزارعين يشكون من نقص الدعم اللازم لتنفيذ الخطة وتحقيق نجاحها، وهو ما أثر سلباً على مساعيهم الزراعية واستمرارية عملهم.
وكانت خصّصت الإدارة الذاتية في الموسم الزراعي السابق ما بين 10 إلى 15 لترا من المازوت لكل دونم في كل دفعة، وتم توزيع ثماني دفعات خلال الموسم، بسعر 410 ليرة للتر الواحد ومع ذلك، تلقى غالبية المزارعين في منطقة الحسكة ثلاث إلى خمس دفعات فقط، وفقًا لما صرح به علي حمدان، وهو مزارع في ناحية عامودا.
يقول المزارع “حمدان” ويشاطره الرأي العديد من المزارعين في مدينة عامودا إنهم لم يتلقوا أي دفعة مازوت من قبل الإدارة الذاتية الذي يباع للفلاح بـ 525 ليرة (باعتباره مدعوم)، فيما ويثير المزارعون تساؤلات حول مصدر الكميات الكبيرة من المحروقات التي تظهر في السوق السوداء، خاصة في ظل النقص الحالي الذي تقول الإدارة الذاتية إنها تعاني منه.