خاص – حلب اليوم
أعلنت “الإدارة الذاتية” التابعة لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، أمس الأحد 17 مارس/آذار، عن تعديلِ في بند التأمين المتعلق بتراخيص الكازيات “محطات الوقود”.
وجاء في القرار تعديل قيمة التأمينات لمالكي الكازيات، حيث تم رفع قيمتها من ثلاثة ملايين ليرة سورية -مايعادل 230 دولاراً أمريكياً- إلى 10 آلاف دولار أمريكي، فيما تم تعديل قيمة التأمينات ورفعها من ستة ملايين ليرة سورية -مايعادل 460 دولاراً إلى 15 ألف دولاراً أمريكياً، إذا كان العامل في الكازية مستثمراً.
يقول مالك إحدى الكازيات في مدينة الحسكة -رفض الكشف عن اسمه لدواعِ أمنية- إن تأثير رفع قيمة التأمينات عكس ضرراً كبيراً على جميع أصحاب الكازيات، إذ كان المبلغ المراد دفعه سابقا مقبول، بينما الملبغ الجديد مبالغ به إذ يُضاف على التأمين تكاليف التراخيص السنوية ودفع رسوم البلدية أيضاً.
وأضاف في حديثه لـ”حلب اليوم”: “سابقاً كان هناك ربحا مناسبا للكازية بهامش ربح بسيط 10 ليرات على كل لتر، وكانت قيمة الليرة السورية مستقرة أمّا اليوم، فإن الربح انخفض عما سبق وخاصّة مع استمرار انهيار قيمة العملة السورية، الأمر الذي سيدفع أصحاب الكازيات لاتباع طرق غير شرعية لتعويض الخسائر، دون الكشف عنها”.
وأشار إلى أن زيادة مبلغ التأمين على المستثمر إلى 15 ألف دولار، بات أيضاً يشكل عبئاً كبيراً، حيث سيحتاج صاحب الكازية من سنتين إلى 3 سنوات لتوفير هذا المبلغ، مشيراً إلى أن المدة الزمنية القصيرة التي تفرضها الإدارة الذاتية حتى نهاية شهر آذار/مارس الجاري، غير كافية تماماً.
ولفت إلى أن القرار الجديد ساهم أيضاً في تعزيز معاناة أصحاب الكازيات، الذين يعانون أساساً من نقص في المحروقات منذ بداية العام الحالي 2024.
وفي استطلاع للرأي أجرته قناة “حلب اليوم” في محافظة الحسكة بين المدنيين، أعرب العديد منهم عن رفضهم للقرار المذكور، إذ وصفوه بـ”التعسفي والغير مبالي”.
بدوره، عبّر الشاب “سامر الأحمد” من سكان مدينة القامشلي، عن استيائه قائلاً: “في الحقيقة، لا نعلم أي قرارات أو ضرائب ندفعها، سواء كانت ضرائب تسجيل السيارات أو ارتفاع أسعار المحروقات والغاز، أو دفع فواتير الكهرباء التي لم تصلنا منذ عدّة أشهر، والكثير من القوانين التي تفرض علينا وتتسبب في خسائر فادحة. كل يوم هناك قرار جديد، كل يوم هناك ضريبة جديدة، وأصبحت الأمور مزرية، فالقرار الجديد سينعكس تماماً على المواطنيين فأصحاب الكازيات سيقومون برفع سعر المحروقات للتعويض”.
من هي الإدارة الذاتية
في عام 2014، أعلن الأكراد إنشاء “إدارة ذاتية” في المناطق التي يسيطرون عليها في شمال شرق سوريا، بعد انسحاب قوات سلطة الأسد دون مقاومة كبيرة.
توسعت هذه المناطق تدريجياً بعد مشاركة المقاتلين الأكراد في معارك ضد تنظيم الدولة بدعم أمريكي.
وفي عام 2015، تأسست “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، التي تتألف بشكل أساسي من وحدات حماية الشعب الكردية، وتضم أيضاً فصائل عربية وسريانية مسيحية، إذ تعد هذه القوات اليوم الجناح العسكري للإدارة الذاتية.
وتسيطر اليوم قوات “قسد” على محافظة الحسكة بشكل كامل، باستثناء بعض الأحياء التي تسيطر عليها قوات سلطة الأسد في مدينتي القامشلي والحسكة، كما تسيطر على معظم محافظة الرقة، بما في ذلك المدينة التي كانت لفترة طويلة معقلاً لتنظيم الدولة.
كما وتسيطر أيضاً على أجزاء من ريف محافظة حلب الشمالي الشرقي، ونصف محافظة دير الزور، وتتمتع بالسيطرة على أبرز حقول النفط في سوريا، بما في ذلك حقول العمر والتنك وجفرا في ديرالزور، وحقول أصغر في الحسكة والرقة، كما تسيطر على حقول الغاز مثل حقل كونيكو في دير الزور وحقل السويدية في الحسكة.