يعاني أهالي محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، من أزمة خانقة في تأمين مادة الغاز المنزلي، في الوقت الذي تمتاز به المحافظة بمواردها النفطية المحتكرة من قبل قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
يقول مراسل “حلب اليوم” في الحسكة، إن السنوات الماضية كانت الإدارة الذاتية تقوم بتوزيع أسطوانات الغاز بمعدل محدود، ولكن هذه الكميات تناقصت مع الزمن حتى وصلت إلى توزيع أسطوانة واحدة في الشهر، ومؤخرا تأخر تسليم الغاز لعدة أشهر.
ودون قرار رسمي ومنذ مطلع العام الحالي رفعت الإدارة الذاتية أسعار أسطوانات الغاز من 10 آلاف ليرة سورية إلى 150 ألف ليرة سورية أي 10 دولارات أمريكية.
وقالت الإدارة إن هذه التسعيرة ستكون مؤقتة ريثما يتم إصلاح محطة السويدية للغاز الواقعة في مدينة المالكية، بحسب وكالة نورث برس المقربة من الإدارة الذاتية.
بدائل خطرة
مع تفاقم أزمة الغاز وارتفاع أسعاره يضطر الأهالي في محافظة الحسكة إلى اللجوء إلى استخدام “البابور” لتحضير الطعام، وهو موقد تقليدي يعتمد على الكاز.
تصف السيدة “سعاد عبد الغني” البالغة من العمر 45 عاما والتي تسكن في حي النشوة بالحسكة، أثناء حديثها مع “حلب اليوم” إن تجربة استخدام “البابور” صعبة، إذ تجد المرأة نفسها مجبرة على استخدام “البابور” بعد نفاد الغاز من الأسطوانة الأخيرة التي كانت تعتمد عليها.
تعبر سعاد عن مخاوفها من استخدام “البابور” نظرا للقصص العديدة عن حوادث انفجاره، التي أدت إلى فقدان حياة العديد من النساء، وتصف الظروف الصعبة التي تعيشها عند استخدامه، مشيرةً إلى أنها تفضل وجود زوجها في المنزل أثناء استخدامه تحسباً لأي طارئ.
توضح سعاد معاناة استخدام “البابور” الذي يتطلب حذراً شديداً، ويسبب تلف الأواني ما يتسبب في مجهود إضافي في عمليات التنظيف بالإضافة إلى ذلك، يواجه زوجها صعوبات في تأمين مادة الكاز اللازمة لاشتعال “البابور”، مما يجعله يلجأ إلى خلط المازوت مع البنزين لتشغيله.
ويبلغ سعر “بابور الكاز” حوالي 40 دولاراً أمريكياً، ويحتاج إلى تغيير رأسه بشكل شهري بتكلفة 25 ألف ليرة سورية بسبب سوء جودة الوقود المستخدم فيه.
خالد معمو، البالغ من العمر 38 عاماً، ويسكن مدينة القامشلي، يشارك قناة حلب اليوم قلقه إزاء ارتفاع سعر أسطوانة الغاز، حيث يتقاضى راتبا شهريا لا يتجاوز المليون و200 ألف ليرة سورية، إذ يعتبر خالد هذا السعر مكلفا خاصةً وأنه يدفع أجار منزله بالدولار، وأصبح سعر الغاز عشرة دولار أمريكي، ما يزيد من صعوباته المالية.
وبسبب سياسة صاحب الشقة الذي لا يسمح باستخدام ببور الكاز داخل الشقة يجد خالد نفسه غير قادر على الاعتماد على هذا البديل لتحضير الطعام، وينتقد خالد الإدارة الذاتية بشدة على تحديد سعر إسطوانة الغاز بالدولار، حيث يعبر عن تساؤله حول كيفية توازن بين راتبه المحدود بالليرة السورية وارتفاع أسعار الغاز المحددة بالدولار.
وأعرب الشاب خالد عن أمله في أن تتفهم الإدارة الذاتية الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها السكان، مترجياً أن يتم تحديد سعر الغاز بشكل مؤقت بالليرة السورية، بما يتناسب مع الرواتب المحلية.
يشار إلى إن معمل “غاز السويدية” خارج عن الخدمة منذ منتصف شهر كانون الأول، الماضي، جرّاء تعرضه لقصف جويّ تركي، إذ تؤكد مصادر لـ”حلب اليوم” أنه في المراحل الأخيرة من إصلاحه.