بدأت قوات الأمن الداخلي المعروفة باسم “الأسايش” والتابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في محافظة الحسكة، وتحديداً في مدينة القامشلي، أمس الاثنين 4 مارس/آذار 2024، عمليات مصادرة للبطاقات الشخصية الخاصة بسكان المحافظات السورية الأخرى.
وبحسب مراسلة قناة “حلب اليوم” في الحسكة، فإن عملية المصادرة شملت جميع المقيمين في المحافظة (نازحون ووافدون).
وقالت مراسلتنا إن الهدف من هذه الخطوة هو إجبار النازحين لاستصدار بطاقة “وافد” جديدة، حتى بالنسبة للأشخاص الذين حصلوا على بطاقة الوافد منذ عامين.
وتشمل هذه الإجراءات السكان الذين يعيشون في محافظة الحسكة لعقود طويلة، بمن في ذلك الذين لا يزالون مقيدين بقيود إقامتهم في محافظات أخرى مثل دير الزور أو الرقة أو أي مكان آخر في سوريا، وفق مراسلتنا.
وأوضحت أن الحملة استهدفت أيضاً العائلات التي انتقلت إلى الحسكة منذ عام 2011، نتيجة للظروف الصعبة المترتبة عن العمليات العسكرية المتعددة الأطراف، على الرغم من امتلاك العديد من هذه العائلات عقوداً للمنازل والمحال التجارية والأراضي الزراعية، إلا أن هذا لم يكن كافياً لحمايتها من الإجراءات الجديدة.
ولفتت إلى أن العائلات المقيمة بات يتعين عليها إجبارياً الحصول على بطاقة الوافد لتفادي التهجير وللتمكن من البقاء في مناطقها وضمان استمرار مصادر رزقها.
بدوره، يروي المسن “سعيد.أ” البالغ من (العمر 62 عاماً) الذي وصل إلى مدينة الحسكة في عام 2013 بعد تدمير منزله ومزرعته في البوكمال بريف دير الزور بسبب قوات سلطة الأسد، لـ”حلب اليوم” أنه على الرغم من أنه يعيش في المنطقة منذ ذلك الحين وأن جيرانه وأهل المنطقة يعرفونه جيداً إلا أنه تم استدعاؤه مؤخراً إلى قسم الأسايش في بلدة “حلكو” بالقامشلي بسبب انتهاء صلاحية بطاقته.
يقول “سعيد” إنه تعرض لمعاملة غير لائقة، على الرغم من أن وثائقه كانت سليمة، مشيراً إلى أن الأسايش منحوه مهلة قصيرة لإحضار الكفيل وتجديد بطاقته، وزاد في قوله: “أخشى أن يطلب الكفيل مبلغاً جديداً لتجديد الكفالة”.
يؤكد “سعيد” أنه لم يكن الوحيد بل كان هناك الكثير من النازحين من حمص ودير الزور وحلب، وكانوا يقومون بتبصيمهم على الترحيل خارج مدينة القامشلي، وكان عناصر من الأسايش يقومون بالصراخ وتهديد من لم يملك أوراق رسمية بالترحيل إلى مناطق أخرى.
وعبّر سعيد عن مخاوفه في حال ترحيله، وما إذا كان سيجد كفيلاً جديداً في حال عدم توفر مال لديه.
وبطاقة الوافد هي بطاقة تعريفية للأشخاص الذين لا ينتمون إلى نفوس الحسكة، ولكن مراسلتنا تؤكد وجود عائلات عربية مقيمة منذ عشرات السنوات في الحسكة، وينتمون إلى محافظات أخرى، كحي غويران بالحسكة الذي ينتمي غالبية أهله إلى نفوس دير الزور.