يزداد تدهور الحالة الصحية لعموم السوريين في مختلف أنحاء البلاد، جراء التبعات المتعددة لممارسات سلطة اﻷسد وتفكك البلاد، خصوصاً فيما بعد عام 2011، كما تؤكد مصادر محلية ازدياد الإصابة بمرض سرطان الثدي في شمال شرقي سوريا بشكل ملحوظ.
وذكر موقع نورث برس المقرب من قوات قسد المسيطرة على المنطقة، في تقرير، أن اﻹصابة بالمرض ارتفعت خلال العقد الأخير بنسبة 5 بالمئة، بحسب مختصين، حيث بلغ عدد حالات الإصابة به 35 حالة من أصل 1850 حالة اشتباه، العام الفائت، في منطقة الجزيرة بحسب إحصائية “منظمة الهلال الأحمر الكردي”.
ونقل التقرير عن أطباء ومختصين أن التلوث البيئي في شمال شرقي سوريا، قد يكون من الأسباب الرئيسية لارتفاع حالات الإصابة بمرض سرطان الثدي، حيث يشير الأخصائي في أمراض الدم والأورام، دانيش محمود حاج إبراهيم، إلى أن ازدياد التلوث البيئي والانبعاثات النفطية خاصة بعد الحرب كان لها أثر سلبي.
وأضاف أن “الأسباب الرئيسية للتلوث البيئي تكمن في الانبعاثات التي تتسبب بها المولدات والسيارات التي تعمل محركاتها على المازوت إضافة إلى الطرق البدائية لتكرير النفط وقربها من المناطق السكنية”.
وقدّم حاج إبراهيم حصيلة ارتفاع نسبة الاصابات بالسرطان، مؤكداً أنها كانت قبل عقد تمثل 3% من مجمل الأمراض الأخرى المنتشرة في المنطقة، بينما ارتفعت إلى 8% في العام الفائت، مشيراً إلى أن هذا الارتفاع كبير مقارنة بالأمراض السارية.
وكانت “منظمة الهلال الأحمر الكردي” قد افتتحت مشفىً للأورام الخبيثة في القامشلي عام 2019، بهدف “توفير تكاليف السفر للمصابين وذويهم إلى العاصمة دمشق“، بحسب ما نقله الموقع عن مسؤولي المشفى، حيث “يقدم معظم الطرق التشخيصية مثل ماموغراف والأيكو والخزعات والطبقي المحوري لتقييم مرحلة الورم ومدى انتشاره”.
ويقول دانيش ابراهيم، وهو الطبيب الذي “يعتبر من المختصين القلائل في أمراض الدم والأورام الخبيثة بالمنطقة”، إن المشفى يعاني نقص تقنية “ومضان العظام”، وهي تقنية مهمة لتشخيص الحالة في المراحل المتقدمة.
وتوضح فنية الأشعة في مركز ماموغراف واربين ابراهيم، أن المركز يقوم بتصوير الحالة بناءً على إحالة طبية من الطبيب المعالج، ويرسل تقرير التشخيص للطبيب لاتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة، حيث أن المشفى يوفر الإقامة وبعض الأدوية، وتُقدّم الجرعات للمرضى عن طريق طبيب أخصائي مجاناً.
ورغم ذلك فإن 80% من مرضى سرطان الثدي يعانون جراء فقدان العلاج شعاعي، الذي لا يتوفر في المنطقة، إذ تكون بعض العلاجات متاحة ولكن بتكلفة عالية، بحسب دانيش إبراهيم، الذي ينصح باتباع طرق وقائية.
ومن أهم الطرق الوقائية خصوصاً للنساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي لحالات سرطان الثدي؛ التنحيف والابتعاد عن الحبوب الهرمونية، إضافة إلى إجراء تحليل BRCA1 مسبق ابتداء من عمر 25 عاماً.