أعلن لاجئ فلسطيني سوري في أحد مخيمات لبنان، استعداده لبيع كليته من أجل تأمين تكاليف علاج ابنته الصغيرة، بعد فشله في جمع المبلغ المطلوب.
وقالت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، في تقرير، إن الأب “ك.ا” من أبناء مخيم سبينة، لجأ لذلك بسبب مشاهدته لابنته وهي تتألم أمامه غير قادر على أن يخفف من وجعها ويقدم لها العلاج.
وكانت الأوضاع في سوريا قد أجبرته على اللجوء خارج البلاد مرة أخرى، حيث “حاول هناك التكيف مع وضعه الجديد وعمل ليلاً نهاراً من أجل إعالة أسرته وتأمين حياة كريمة لهم، إلا أن مرض طفلته نانسي البالغة من العمر ثلاث سنوات وستة أشهر” جعله أمام خيارات لا يحسد عليها.
وتعاني الطفلة من ضعف عميق في السمع منذ الولادة، وهي بحاجة إلى عملية جراحية عاجلة لزراعة جهاز في القوقعة لإعادة السمع، بتكلفة 24 ألف دولار.
وبعد طرقه أبواب الجهات المختصة وبعض الجمعيات الخيرية، استطاع الرجل أن يجمع 7 آلاف دولار قدمتها له وكالة الأونروا والسفارة الفلسطينية في بيروت، وبقي 17 ألف دولار من المبلغ المستحق لإجراء عملية طفلته، فما كان منه إلا أن قرر عرض كليته للبيع من أجل استكمال المبلغ المتبقي.
يقول الأب لمجموعة العمل: “لا أريد أن أَستعطف الناس أكثر، لا أريد أن يظنوا بأنني أتاجر بابنتي، أريد أن أبيع كليتي وأعالجها بشرف”، وأضاف: “لم أتوقع أن يصل بي الحال لما وصل، ولكن لا خيار أمامي الآن سوى بيع إحدى كليتي مقابل مبلغ مالي من أجل إجراء العملية الجراحية لابنتي وزراعة قوقعة في الاذنيين كي لا تفقد السمع في المستقبل القريب”.
وكان الرجل قد ناشد عبر بعض صفحات التواصل الاجتماعي من أجل تأمين المبلغ المتبقي من ثمن عملية ابنته إلا أن “التجاوب كان خجولاً جداً، بل نستطيع أن نقول معدوماً قياساً بحالته وبالمبلغ المطلوب لعلاجها”.
ويؤكد التقرير أن حالة الطفلة “نانسي” تشبه العديد من الحالات المرضية لفلسطينيي سوريا الذين يعتبرون الحلقة الأضعف في لبنان من الناحية الإنسانية والصحية والقانونية والاقتصادية، “نظراً إلى غياب وتملص المؤسسات والأجهزة الرعائية والإنسانية الضامنة المحلية والدولية، بشكل عام للاجئين الفلسطينيين، من القيام بهذه المهمة بالشكل الإنساني والاستشفائي المطلوب”.
يشار إلى تراجع مستمر في دعم وكالة الأونروا لعائلات الفلسطينيين السوريين المهجرة إلى لبنان، وباتت الكثير من تلك العائلات مهددة اليوم بالطرد والمبيت في العراء جراء تراكم إيجار المنازل لشهور، حيث تواجه مصيراً مجهولاً لعدم قدرتها على دفع بدل الإيجار.