استطاع لاجئ سوري في ولاية بافاريا جنوب شرقي ألمانيا الهروب من السجن عبر فجوة حفرها في جدار زنزانته بواسطة ملعقة، وفقاً لما نشرته صحيفة “بيلد” المحلية.
وقفز السجين بعد حفره للفجوة في الحائط من ارتفاع ستة أمتار باستخدام ملاءات سرير ربطها ببعضها، قبل أن تقبض عليه الشرطة في اليوم التالي.
وأوضحت الصحيفة أن قانون الجنايات في ألمانيا لا يعاقب على الهروب باعتباره رغبة كل سجين في أن يكون حراً، “لكن مع ذلك، كان على السوري البالغ من العمر 29 عاماً أن يمثل، يوم الإثنين، أمام محكمة مقاطعة لاوفن بولاية بافاريا بتهمة الإضرار بالممتلكات وتدمير مبنى”.
وكان الهارب محتجزاً منذ 16 من شباط 2023 في سجن “باد رايشنهال” بمنطقة بيرشتسغادن بتهمة “ارتكابه جرائم سرقة جماعية خطيرة والاتجار بالمخدرات، وسرقة أشياء مقدسة من المقابر والكنائس والمحال التجارية في بلدة تراونشتاين، حيث أقدم بالاشتراك مع عصابة على تدنيس 32 قبراً في أربع مقابر وسرق صلبان نحاسية ثقيلة وبيعها كخردة معدنية، باﻹضافة لتوزيع مواد إباحية للأطفال”.
ووصف “بيلد” طريقة هروب الشاب السوري (حسين. ر) من السجن بأنها “كانت تستحق أن تكون فيلماً سينمائياً”، فهي تشبه إلى حدٍ كبير أحداث المسلسل التلفزيوني الأميركي الشهير “بريزون بريك” الذي يدور حول هروب مجموعة من السجناء من أحد السجون، لكن مغامرة الهارب انتهت بعد يوم واحد فقط، حيث اعتقلته الشرطة في بلدة تراونشتاين.
وعلى مدى ما يقرب من أربعة أشهر كان السجين يستخدم ملعقة وحامل مناديل حمام مكسور، لكشط الجص والإسمنت من جدار السجن المتهالك (الذي افتتح عام 1951 بمساحة تتسع لـ 43 سجيناً)، حتى أحدث فجوةً بقياس 30 × 30 سنتيمتراً، ثم هبط من على ارتفاع ستة أمتار باستخدام الملاءات المربوطة ببعضها البعض وهرب في ليلة 17 من كانون الأول الماضي.
وأراد القاضي أن يعرف كيف فعل المتهم كل ذلك ولم يكشفه أحد، وقال المدعى عليه: “كان هناك عمليات تفتيش يومية للزنزانة، ولكن كان من المستحيل على حراس السجن اكتشافها”، حيث كان يعيد حشو المواد المستخرجة مرة أخرى إلى مكان الحفر ويغطيها بطاولة صغيرة.
وفي ليلة هروبه، أزال الطوب من الجدار الخارجي، وصنع حبلاً من ملاءات السرير وربطه بإطار سريره، ثم حشر نفسه عبر الفتحة الضيقة ليخرج إلى الحرية.
وقال محامي الدفاع ماركوس فرانك: “من ناحية، من الصعب فهم مدى تهالك جدران السجن، ومن ناحية أخرى، من الصعب أيضاً أن نفهم لماذا لم يلاحظ الضباط أبداً وجود أي آثار للحفر أثناء تفتيش الزنزانة”.
“كنت مشتاقاً لابنتي”
خلال المحاكمة التي جرت يوم الإثنين، برر الشاب السوري هروبه بالقول: “كنت أريد فقط أن أرى ابنتي الصغيرة، كنت مشتاقاً لها جداً، ولم أكن أريد الفرار”، ومع ذلك، انتهت عملية هروبه في اليوم التالي في تراونشتاين، على بعد 34 كيلومتراً عنها، ولم يتمكن من الوصول إلى ابنته البالغة من العمر سنة ونصف السنة، حيث قال: “لقد اعتُقلت أمام الباب مباشرةً”.
ونقل (حسين. ر) إلى سجن ميونيخ شديد الحراسة قرب عاصمة ألمانيا، حيث قضى في البداية 22 يوماً في الحبس الداخلي، ومنذ ذلك الحين رُدمت الفجوة الموجودة في سجن باد رايشنهال مرة أخرى.
وقال المتحدث باسم وزارة العدل مايكل بيبر: “لن يتم بعد الآن إيواء أي سجناء في غرف الاحتجاز على الجدار الخارجي”.
وحكمت المحكمة على الشاب السوري بالسجن لمدة سبعة أشهر، وذلك بتهمة الإضرار بالممتلكات وتدمير مبنى، وبعد ذلك، سيتعين على المتهم المثول أمام محكمة مقاطعة تراونشتاين بتهمة سرقة المقابر، وبالتالي يواجه عقوبة السجن لمدة قد تصل إلى ست سنوات ونصف السنة.
