أجرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” مسحاً شاملاً في مناطق سيطرة اﻷسد بالتعاون مع وزارة الصحة التابعة لحكومته، لقياس نسب سوء التغذية بين اﻷطفال واﻷمهات، مؤكدة ارتفاعها بشكل كبير.
وبحسب وزارة الصحة في سلطة اﻷسد فإن نتائج المسح التغذوي الأسري الوطني “سمارت 2023” التي شملت نحو 8 آلاف أسرة من “جميع المحافظات”، أظهرت أن معدل انتشار سوء التغذية العام لدى الأطفال بما يخص الوزن بالنسبة للطول 4.8 بالمئة، وفيما يخص قياس محيط منتصف العضد 3.5 بالمئة معظمهم في اللاذقية والرقة والقنيطرة.
وبينت الدراسة أن معدل انتشار نقص الوزن بين اﻷطفال هو 8.1 بالمئة معظمهم في الحسكة وريف دمشق ودير الزور وانتشار التقزم بنسبة 16.9 بالمئة معظمهم في الحسكة وحلب وريف إدلب وزيادة الوزن 6.9 بالمئة، فيما وصلت نسبة سوء التغذية بين النساء بسن الإنجاب إلى 6.6 بالمئة.
وجرت الدراسة العام الماضي بتعاون بين منظمة “اليونيسيف” وعدد من المنظمات والمؤسسات المعنية تضمنت استقصاءات حول سوء التغذية وممارسات تغذية الرضع والأطفال الصغار والأمن الغذائي ونسب التقزم وزيادة ونقص الوزن لدى الأطفال، وفقاً لبيان الصحة.
وقالت مديرة الرعاية الصحية الأولية بالوزارة الدكتورة رزان الطرابيشي إن الدراسة رصدت 8339 أسرة تضم 11269 سيدة بعمر الإنجاب، و7422 طفلاً، وطبقت من خلالها منهجية سمارت وهي منهج عالمي متبع منذ عام 2017، ويشمل الرقابة والتقييم القياسي للإغاثة والظروف الانتقالية.
وكان الطبيب في مشفى الأطفال الجامعي بدمشق د.جابر محمود قد أكد في 17 شباط الفائت أن هناك زيادةً في حالات سوء التغذية وخاصة بين الأطفال، موضحاً أن السبب في ذلك هو الظروف الاقتصادية التي تلعب دوراً كبيراً في ازدياد هذه الحالات.
وأضاف محمود وهو رئيس شعبة الإسعاف والعيادات والإقامة المؤقتة وأخصائي هضم وتغذية أن هذه الحالات ارتفعت بنسبة 20% عن العام الماضي، موضحاً أن انخفاض القدرة الشرائية وعدم تأمين المواد الغذائية اللازمة لنمو وصحة الطفل يقف وراء ذلك؛ حيث يحدث النقص بالغذاء بأكثر من جانب مما ينعكس على نموه الشكلي والطولي والوزني وكذلك العقلي.
وأكد رئيس قسم الأطفال في مشفى المجتهد الدكتور قصي الزير في أيلول من العام الفائت “تأثر جميع المستويات العمرية وخاصة الأطفال وازدادت حالات سوء التغذية وفقر الدم لديهم بشكل مضاعف في المحافظات كافة”، بسبب الانهيار الاقتصادي.
وتؤكد تقارير متقاطعة أن سلطة اﻷسد وميليشياتها تستولي على معظم المساعدات اﻷممية التي تُقدم للأهالي في مناطق سيطرتها، بما في ذلك السلل التي تقدمها منظمة الطفولة اليونيسيف والمواد الغذائية.
وتنتشر حالات سوء التغذية تلك بشكل خاص في المحافظات الشرقية (دير الزور، الحسكة، الرقة) باﻹضافة إلى ريف دمشق حيث أن “الغلاء المعيشي كان له دور كبير” وفقاً للزير.
ورصد اﻷطباء حالات لأطفال سريعي النمو ويعانون من عوز في الحديد والفيتامينات مثل فيتامين B12، حيث يكون حليب الأم أفقر من الحليب المساعد في بعض اﻷحيان.
يشار إلى أن مناطق سيطرة اﻷسد تعاني نقصاً في اﻷدوية بما في ذلك الفيتامينات، فضلاً عن ارتفاع أسعارها، وتعاني الصيدليات منذ أشهر من قلة في معروض الدواء لأصناف أساسية، وفقدان تام لبعضها، في مؤشر إلى ارتفاع قريب للأسعار.