أكد الطبيب في مشفى الأطفال الجامعي بدمشق د.جابر محمود أن هناك زيادةً في حالات سوء التغذية وخاصة بين الأطفال، موضحاً أن السبب في ذلك هو الظروف الاقتصادية التي تلعب دوراً كبيراً في ازدياد هذه الحالات.
وأضاف محمود وهو رئيس شعبة الإسعاف والعيادات والإقامة المؤقتة وأخصائي هضم وتغذية أن حالات سوء التغذية ارتفعت بنسبة 20% عن العام الماضي.
وأوضح الطبيب أن انخفاض القدرة الشرائية وعدم تأمين المواد الغذائية اللازمة لنمو وصحة الطفل وراء ذلك؛ حيث يحدث النقص بالغذاء بأكثر من جانب مما ينعكس على نموه الشكلي والطولي والوزني وكذلك العقلي.
وأشار إلى أن تغذية الطفل في مراحله الأولى تؤثر في نموه بالكامل، مبيناً أن أكثر من نصف حالات الإصابة بسوء التغذية إذا لم تعالج في مراحلها الأولى فهي معرضة للوفاة.
ويصاب الطفل خلال هذه الفترة بـ”العقابيل ـ الدمامل” على مستوى الكلية أو القلب أو الكبد، إذا لم يُعالج فيصبح لدى الطفل نوع من الحماض إضافة إلى العرضة للإنتان بسبب نقص المناعة.
وكان رئيس قسم الأطفال في مشفى المجتهد الدكتور قصي الزير قد أكد في أيلول من العام الفائت “تأثر جميع المستويات العمرية وخاصة الأطفال وازدادت حالات سوء التغذية وفقر الدم لديهم بشكل مضاعف في المحافظات كافة”، مرجعاً ذلك إلى ما أسماه “الحرب الاقتصادية والحصار على سوريا”.
وتؤكد تقارير متقاطعة أن سلطة اﻷسد وميليشياتها تستولي على معظم المساعدات اﻷممية التي تُقدم للأهالي في مناطق سيطرتها، بما في ذلك السلل التي تقدمها منظمة الطفولة اليونيسيف والمواد الغذائية.
وتنتشر حالات سوء التغذية تلك بشكل خاص في المحافظات الشرقية (دير الزور، الحسكة، الرقة) باﻹضافة إلى ريف دمشق حيث أن “الغلاء المعيشي كان له دور كبير” وفقاً للزير.
ورصد اﻷطباء حالات لأطفال سريعي النمو ويعانون من عوز في الحديد والفيتامينات مثل فيتامين B12، حيث يكون حليب الأم أفقر من الحليب المساعد في بعض اﻷحيان.
يشار إلى أن مناطق سيطرة اﻷسد تعاني نقصاً في اﻷدوية بما في ذلك الفيتامينات، فضلاً عن ارتفاع أسعارها.
وتعاني الصيدليات منذ أسابيع من قلة في معروض الدواء لأصناف أساسية، وفقدان تام لبعضها، في مؤشر إلى ارتفاع قريب للأسعار.
وقالت صحيفة “الوطن” الموالية لسلطة اﻷسد، في تقرير سابق مطلع الشهر الحالي، إن “دوامة اختفاء الدواء ” عادت من جديد، وشملت أصنافاً عديدة وخاصة منها أدوية القلب والضغط والمميعات الدموية إضافة لأدوية خاصة بالأطفال.