تعرض عدد من المزارعين في محافظة طرطوس على الساحل السوري إلى خسائر فادحة في مزروعاتهم، جراء هبوب عاصفة مطرية مع رياح شديدة.
وقالت وكالة أنباء سانا التابعة اسلطة اﻷسد، إن أضراراً كبيرة لحقت في الزراعات المحمية والأشجار المثمرة، بعدة قرى في طرطوس، فجر اليوم الأحد، من جراء “تنين بحري” ضرب المنطقة.
وقال “رئيس صندوق الجفاف والكوارث الطبيعية في مديرية زراعة طرطوس الدكتور حيدر شاهين” إن التيارات الهوائية أدت إلى “تنين بحري” مترافق مع موجة برد شديدة جداً أصابت قرى الشيخ بدر وبعزرائيل ووادي الملوعة، وألحق أضراراً كبيرة بأشجار الزيتون وبعض أشجار الصنوبريات الثمرية واللوزيات.
كما أن التيارات الهوائية اقتلعت العديد من الأشجار، فيما أصيبت الأشجار المتبقية بكسور الأغصان والأفرع الثمرية، ولفت شاهين إلى أن تنيناً آخر ضرب منطقة صافيتا في قرى السيسنية، وألحق ضرراً كبيراً في الزراعات المحمية المزروعة بمحصول الخيار.
يأتي ذلك فيما يعاني مزارعو الساحل السوري كساد محصولهم خصوصاً من الحمضيات مع ارتفاع التكاليف، وسط إهمال سلطة اﻷسد، التي تقدّم الوعود.
ووعدت محافظتا اللاذقية وطرطوس الفلاحين، منذ شهر كانون الأول ديسمبر الفائت، بشراء سفينة “رورو” من أجل تصدير الحمضيات السورية إلى الأسواق الخارجية، وهو أمر لا يزال قيد الدراسة منذ عام 2018.
يُضاف إلى ذلك ارتفاع أسعار المحروقات والسماد بشكل كبير منذ شهر كانون الثاني نوفمبر الماضي، حيث بات الكثير من الفلاحين في الساحل السوري يفكرون جدياً في ترك أرضه دون زراعة، وفقاً لما أكده محمد الخليف عضو المجلس العام لاتحاد الفلاحين في وقت سابق.
وقال الخليف إنه يتوقع مغادرة 50 بالمئة من الفلاحين للمجال الزراعي بحال لم يتم إيجاد حلول لمشكلات ارتفاع تكاليف الإنتاج وعدم استطاعة الكثير منهم مجاراتها، مبيناً أن تداعيات عدم توافر مستلزمات الإنتاج الزراعي وخاصة الأسمدة والمحروقات “سيكون لها أثر سلبي على الإنتاج وقدرة الفلاح على الزراعة”.
ونوه بأن “العجز عن تأمينها يسهم في عزوفهم عن العمل والتحول نحو مهن وأعمال أخرى وبالتالي فقدان وتراجع جزء مهم من الإنتاج الزراعي”.
ويعاني الفلاحون أيضاً من انقطاع الكهرباء المستمر، مما يُضطرهم للاعتماد على المازوت في ري محاصيلهم، اﻷمر الذي يزيد من الكلفة ويعرضهم للخسارة.