قال مراسل “حلب اليوم” إن مجموعات مسلحة محسوبة على المخابرات العسكرية في مدينة السويداء أقدمت على تنظيم تدريبات عسكرية في منطقة ازرع في درعا، مطلع الأسبوع الحالي.
وبحسب مراسلنا فإن الهدف المعلن بحسب ما أشارت إليه العديد من المصادر هو محاربة الفلتان الأمني في المحافظة، وذلك بعد أعلنت وزارة دفاع سلطة الأسد عن نيتها استقطاب متطوعين برواتب مغرية بحسب الإعلان.
وتأتي هذه التدريبات في ظل حراك شعبي سلمي مستمر لما يزيد عن 6 أشهر، وسلسلة من الضربات الجوية الأردنية للمناطق الجنوبية في المحافظة.
ضرب الحراك أم خلق جيوب إيرانية؟
يؤكد مراسلنا أن بعد انتشار الخبر تخوف بعض الناشطين بأن يكون الهدف هو ضرب الحراك الشعبي في المحافظة الممتد لأكثر من 6 اشهر، خصوصاً وأنه سبق لتلك المجموعات الاحتكاك بالمحتجين بعد أن قطعوا الطريق أمام فرع الحزب في المدينة، وهددوا المحتجين بالضرب.
وفي هذا السياق، قال أحد المشاركين في الاحتجاجات لحلب اليوم: “إن هدف تلك الفصائل هو اختلاق حوادث أمنية لضرب الحراك، فهي تتلقى أوامرها من المخابرات ومن الأمن العسكري خصوصاً، وهؤلاء هم أساس الفلتان الأمني وتصنيع وتهريب المخدرات في المحافظة”.
بينما رأى الناشط اﻹعلامي “فهد حوراني” بأن الهدف من تلك التدريبات هو خلق جيوب من قوات غير نظامية لإيران في المنطقة.
وقال لحلب اليوم: “إن النظام اليوم أصبح بحاجة ماسة للمساعدات العربية، وأن تلك المساعدات مرتبطة بخفض التواجد الإيراني خصوصاً في المنطقة الجنوبية، ولهذا يسعى النظام بالتعاون مع إيران لخلق جيوب في المحافظة، تكون بديلا للتواجد المباشر في المنطقة من جهة، ومن جهة أخرى يخلي مسؤوليته أمام المجتمع العربي فيما يتعلق بتهريب السلاح والمخدرات، ولا أدل على ذلك الزيارة المرتقبة للأمير محمد بن سلمان لدمشق”.
وأضاف حوراني “أن تلك الجيوب تساعد على بسط سيطرته على المحافظة بشكل كامل كونه لا يستطيع استخدام قواته النظامية، فهو يريد جعل الأمر يبدو وكأنه اقتتال داخلي بالإضافة لإخلاء مسؤوليته من تهريب المخدرات بعد الضربات الأردنية”.
تحركات مضادة
لم يمض أيام على انتهاء التدريبات حتى تحرك المجتمع الأهلي وعلى رأسهم حركة رجال الكرامة، فقد قاموا بزيارة الشيخ حكمت الهجري الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز لوضع حد لهذه المجموعات، والذي أكد الشيخ الهجري بدوره على ضرورة “ضرب رأس الأفعى” بإشارة منه لضرورة التحرك ضد تلك المجموعات.
بدورها، أشارت الناشطة المدنية “رايا السبيعي” في حديث لـ”حلب اليوم” إلى الاحتقان العام من قبل المجتمع الأهلي على تلك المجموعات، وقالت: “حمّل المجتمع الأهلي تلك العصابات مسؤولية مقتل المدنيين عبر الضربات الأردنية الشهر الفائت، بالإضافة إلى التغير في المزاج العام الذي خلقه الحراك الشعبي، فمحاولة خلق عصابات على غرار عصابة قوات الفجر التي عاثت فساداً وارهاباً بالمحافظة لن يجدي نفعاً اليوم”.
وزادت حديثها بالقول: “وإن بدى بأن النظام غير مكترث بحراك السويداء، إلا أنه يحاول بشتى الطرق إنهاؤه ولأن نظام الأسد لا يعرف سوى لغة السلاح، بعد أن باتت حلوله بائسة ومكررة، وخصوصاً مع تمسك المحتجين بالسلمية”.
تحذيرات من الاقتتال الداخلي
قبل أيام أطلق ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي تحذيرات من الانجرار إلى اقتتال داخلي لا رابح فيه سوى سلطة الأسد، سيما وأن تلك المجموعات خلفها أجهزة المخابرات، إذ قامت بافتعال حوادث أمنية عدّة بين الدروز وعشائر البدو كان آخرها حادثة حي المقوس التي راح ضحيتها قتيل ومصاب.
يقول أحد شبان السويداء لحلب اليوم -رفض كشف اسمه لدواعي أمنية-: “إن تلك العصابات امتهنت الترهيب، ولا مانع لديها من جر المحافظة لحرب أهلية مقابل إرضاء أسيادها في المخابرات، ولكن بالعودة إلى تاريخ المحافظة فإن تلك العصابات مصيرها كما سابقاتها إلى الزوال”.
يذكر أن حراك السويداء المستمر لما يزيد عن 6 أشهر، أسقط عن سلطة الاسد ورقة حماية الأقليات وادعائها محاربة التطرف، سيما أن المحتجين يؤكدون بشكل يومي بأن حراكهم هو استمرار لثورة الحرية والكرامة التي انطلقت عام 2011.