خاص
أقدمت مجموعة مسلحة تابعة لعصابة المدعو “شجاع العلي” -المقرب من سلطة الأسد- على اختطاف ستّة أشخاص من أهالي مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، مساء أمس الخميس 22 فبراير/شباط، أثناء عودتهم من لبنان إلى سوريا بمساعدة أحد المهربين.
وأفاد مراسل “حلب اليوم” في حمص، أن ‘العلي” تواصل مع ذوي أحد المختطفين داخل مدينة الرستن وأبلغه بتواجد مجموعة من الأشخاص بقبضته، لافتاً خلال حديثه إلى أن أقرباء المختطفين يترتب عليهم دفع مبلغ مالي قيمته 30 ألف دولار أمريكي (ما يعادل 450 مليون ليرة سورية)، قبل أن يتم العمل على إطلاق سراحهم.
وأشار مراسلنا إلى أن عملية الاختطاف جرت على أوتوستراد “حمص-طرطوس” بالقرب من التحويلة على أطراف بلدة حديدة بريف حمص الغربي، والتي تخضع لهيمنة عصابة المدعو “شجاع العلي” الذي يلقى دعماً كبيراً على الصعيدين الأمني والعسكري نظراً للعلاقة الوثيقة التي تربطه مع ميليشيا حزب الله اللبناني من جهة، ورؤساء الأفرع الأمنية التابعة لسلطة الأسد من جهة أخرى في مدينة حمص.
وأكد مراسلنا في حمص أن الريف الغربي للمدينة بات مصدر رعب لأبناء مختلف المحافظات السورية الراغبين بالخروج من سوريا نحو لبنان (كخطوة أولية) قبل أن يتجهوا إلى إحدى بلدان اللجوء العربية أو الأجنبية على حدّ سواء نظراً لتكرار عمليات الخطف التي تنتهجها عصابة “شجاع العلي” بحق العديد من الأهالي من نساء وأطفال وشباب.
يروي “محمد الحسن” وهو أحد أهالي حي القلعة من مدينة السويداء جنوب سوريا لـ “حلب اليوم”؛ أنه وبعد عدّة محاولات تمكن من الدخول إلى الأراضي اللبنانية واجتياز قرى أم حارتين وحديدة وأم الدوالي التي تربطها طبيعة جغرافية جبلية مع منطقة وادي خالد اللبنانية.
وأضاف في معرض حديثه بتعرضهم لمحاولة اختطاف أثناء توجههم إلى لبنان من قبل مجموعة من المسلحين يرتدون الزّي العسكري والذين من المرجح أن تكون تبعيتهم لعصابة “العلي” الذي بات مصدر رعب على الراغبين بالسفر والخروج من سوريا بحثاً عن مستقبل أفضل.
وأكد وصول خمسة أشخاص من أصل 12 شخص كانوا بصدد عبور التلال الجبلية التابعة لقرية أم الدوالي بريف حمص، لافتاً إلى أن جميع النساء والأطفال لم يصلوا إلى الشريط الحدودي، بينما نجح الشبان نظراً للياقتهم البدنية التي ساعدتهم على الركض بين التلال لحين بلوغ الشريط الحدودي.
ووثق مراسل حلب اليوم في حمص أواخر الشهر الفائت اختطاف امرأة من أهالي مدينة تلبيسة أثناء عودتها من لبنان من قبل ذات العصابة قبل أن يقوم أبناء المدينة بالعمل على قطع الأوتوستراد الدولي “حمص-حماة” وإشعال الإطارات بالقرب من المفارز الأمنية للتعبير عن احتجاجهم ضدّ ما وصفوه بالخروج عن القانون المتزامن مع فشل الأجهزة الأمنية من تفكيك تلك العصابة والسماح لها بتكرار عمليات الخطف بحق المدنيين والذين لا يتم الإفراج عنهم إلا في حال رضخ ذويهم لدفع الفدية المالية.
تجدر الإشارة إلى أن عصابة المدعو شجاع العلي تلقت قبل عدّة أيام فدية مالية قيمتها 100 ألف دولار أمريكي مقابل إطلاق سراح أحد رجال أعمال من مدينة يبرود أثناء توجهه إلى محافظة طرطوس، وذلك بعدما فشلت جميع الوساطات التي حاولوا من خلالها إطلاق سراحه دون اللجوء لدفع المبلغ المطلوب.