شهدت بلدة “سبخة الموح” بريف حمص الشرقي، أمس الأربعاء 21 فبراير/شباط، حالة من الاستنفار الشعبي بين أبناء القرية التي ينحدر أبناها من عشيرة بني خالد والميليشيات الإيرانية.
يقول مراسل حلب اليوم بريف حمص، إن الاستنفار سببه اعتقال دورية أمنية تابعة لميليشيا “لواء فاطميون” الأفغاني ثلاثة من أبناء عشيرة “بني خالد” أثناء قيامهم برعي المواشي بالقرب من “محمية التلية” التي حولتها الميليشيات المدعومة من قبل إيران لمعسكر لتدريب وتأهيل عناصرها القادمين من مدينة البوكمال ودير الزور، شرق سوريا.
وبحسب مراسلنا فإن الاعتقال جاء بتهمة التجسس لصالح مقاتلي تنظيم الدولة، ونقل معلومات عسكرية حول أماكن تموضع الحواجز العسكرية ونقاط الحراسة.
وأشار إلى أن الدورية قامت بنقل المعتقلين الثلاثة إلى داخل السجن الخاص بميليشيا “لواء فاطميون” الكائن ضمن “حرم معسكر التليلة” وسط تخوف ذويهم من تنفيذ إعدامات ميدانية بحقهم في ظل غياب أي جهة قضائية أو أمنية تابعة لسلطة الأسد من أجل اللجوء إليها للاعتراض على الممارسات التي تنتهجها ميليشيا فاطميون بحق أبناء المنطقة الشرقية من محافظة حمص بشكل عام.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي من أهالي قرية سبخة الموح أن وجهاء المنطقة العشائرية قاموا بتشكيل وفد ضمّ تسعة أشخاص من شيوخ بني خالد واتجهوا إلى مكتب (الحاج هويدي) بمدينة السخنة المقرب من ميليشيا فاطميون والحرس الثوري الإيراني بغية التوسط لإخراج المعتقلين الثلاثة.
وأضاف المصدر أن الوفد العشائري حمّل “الحاج هويدي” رسالة تهديد واضحة لقائد معسكر التليلة الإيراني بتصعيد الموقف على الصعيد الأمني، في حال لم يتمّ إطلاق سراح المعتقلين، مؤكدين في الوقت ذاته أن هذه الممارسات ستجرّ المنطقة الشرقية لمواجهات مسلحة بين أبناء العشائر والميلشيات الأجنبية وهو أمر ليس بصالح الجميع، وفق قوله.
في هذا السياق، أكد الحاج الهويدي صباح اليوم الخميس لذوي المعتقلين أن قيادة ميليشيا فاطميون تعهدت بإطلاق سراح المعتقلين فور الانتهاء من التحقيق معهم والتأكد من عدم وجود ارتباط فيما بينهم مع مقاتلي التنظيم الذين ينفذون ضربات عسكرية متفرقة ضدّ مواقع تمركز حواجز سلطة الأسد والميليشيات الإيرانية على حدّ سواء.
ولفت في الوقت ذاته إلى التعميمات المتكررة التي صدرت عن قيادة معسكر التليلة والتي حذّرت من الاقتراب من أسوار المعسكر تحت طائلة الاعتقال والاستهداف المباشر “لدواع أمنية”.
تجدر الإشارة إلى أن الميليشيات المدعومة من قبل إيران (الحرس الثوري – لواء فاطميون- حركة النجباء العراقية- وحليفها الأبرز حزب الله اللبناني) تمكنت من فرض هيمنتها العسكرية على مساحات واسعة من ريف حمص الشرقي بهدف حماية مشاريعها الاستثمارية المتمثلة بحقول الغاز واستخراج الفوسفات بموجب توقيع اتفاقيات بين طهران ودمشق، بالتزامن مع استمرار ايران بالعمل على إنهاء مشروع (الهلال الشيعي) الذي يمتد من إيران إلى العراق مروراً بالأراضي السورية ووصولاً إلى منطقة الضاحية جنوب لبنان والتي تعتبر معقل حزب الله اللبناني.