منعت ميليشيات تابعة إلى الحرس الثوري الإيراني، عشرات العمال من جمع الكمأة، في البادية السورية، قرب الحدود مع العراق، شرقي البلاد، وفقاً لمصادر محلية.
ونقلت شبكة “عين الفرات” المحلية عن مصادرها أن حواجز المليشيات الإيرانية المنتشرة بمناطق الحمدان ومنطقة حمار، بريف البوكمال شرقي محافظة دير الزور أوقفت جامعي الكمأة ومنعتهم من التوجه إلى البادية، مهدّدة إياهم بمصادرة سياراتهم ودراجاتهم النارية.
وأضافت أن عناصر المليشيات برروا منعهم لجامعي الكمأة، بانتشار خلايا تنظيم الدولة في البادية، لكن “مصادر خاصة” أكدت للشبكة أن “السبب الحقيقي، هو انتشار مواقع المليشيات الإيرانية في البادية من جهة، ورغبة العناصر بالانفراد بجمع الكمأة وتجارته” من جهة أخرى.
وتُعتبر الكمأة من المواد الغذائية مرتفعة السعر، وقد تخطى سعر الكيلو غرام الواحدة منها في المنطقة الـ 500 ألف ليرة سورية ( ما يعادل نحو 35$).
واضطر العمال إلى العودة، خشية اعتقالهم من قبل المليشيات أو تصفيتهم بالبادية واتهام خلايا تنظيم الدولة بقتلهم، حيث تعرض الكثير من جامعي الكمأة خلال السنوات الماضية، لهجمات من قبل عناصر المليشيات الإيرانية، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات منهم.
وكانت الميليشيات اﻹيرانية ووسائل إعلام سلطة اﻷسد قد ألصقت التهمة بتنظيم الدولة لإخافة الأهالي ومنعهم من التوجه إلى البادية، وفقاً لمصادر عدة.
وشنّت ميليشيات الحرس الثوري الإيراني والمخابرات العسكرية التابعة لسلطة اﻷسد، حملة اعتقالات واسعة في صفوف عناصر تابعين لهم، بمحافظة دير الزور، شرقي البلاد، منذ عدة أيام.
وقال موقع “نورث برس” المقرب من قوات قسد في شمال شرقي سوريا، إن الاعتقالات طالت أكثر من ١٠٠ عنصر من السوريين العاملين مع الميليشيات الإيرانية، وقد وقعت في المنطقة الممتدة بين دير الزور ومنطقة العشارة التابعة لمدينة الميادين شرقي المحافظة.
ونقل الموقع عن “مصدر عسكري في المخابرات العسكرية” أن الاعتقال جاءت لـ “أسباب أمنية”، وأنها بدأت بعد شن القوات الأميركية سلسلة ضربات استهدفت مقرات ومستودعات الميليشيات الإيرانية بالمنطقة.
وأضاف أن دير الزور تشهد تشديداً للإجراءات الأمنية “خوفاً من تسريب معلومات حول التحركات الإيرانية”، حيث تتعرض لغارات متكررة زادت كثافتها مؤخراً.
من جانبها نشرت قوات اﻷسد والمخابرات العسكرية دوريات متنقلة في المنطقة، حيث يتم توقيف المارة وتفتيشهم بشكل عشوائي.