نفى السفير الإيراني في دمشق، حسين أكبري، أمس الأحد 11 فبراير/شباط، جميع الأنباء التي تحدثت عن انسحاب ضباط إيرانيين من سوريا.
وقالت خمسة مصادر مطلعة لوكالة رويترز مطلع شهر شباط الحالي، إن الحرس الثوري الإيراني سحب كبار ضباطه من سوريا بسبب سلسلة من الضربات الإسرائيلية، وسيعتمد بشكل أكبر على الميليشيات المتحالفة معه للحفاظ على نفوذه هناك.
وقال “أكبري” خلال لقاء صحفي عقده في مقر السفارة الإيرانية بدمشق، بمناسبة “الذكرى الـ45 لما تسمى “الثورة الإيرانية”، ونقلته جريدة الوطن الموالية لسلطة الأسد، إن بلاده تحسن الظن بمسؤولي سلطة الأسد، وترفض تماماً مثل هذه الأحاديث ولا صحة لها.
يالمقابل، تقول ثلاثة مصادر لرويترز إنه في الوقت الذي يطالب فيه المتشددون في طهران بالانتقام، فإن قرار إيران سحب كبار ضباطها يرجع جزئيا إلى رغبتها في تجنب الانجرار مباشرة إلى صراع محتدم في الشرق الأوسط.
وقال أحد المصادر للوكالة، وهو مسؤول أمني إقليمي كبير أطلعته طهران على إفادة، إن كبار القادة الإيرانيين غادروا سوريا مع عشرات من الضباط متوسطي الرتب، ووصف ذلك بأنه تقليص للوجود.
ولم يذكر المصدر عدد الإيرانيين الذين غادروا ولم تتمكن رويترز من تحديد ذلك بشكل مستقل.
وأشارت ثلاثة أخرى من المصادر أن مليشيات الحرس الثوري ستدير العمليات في سوريا عن بعد بمساعدة حليفه “حزب الله”.
وقال مصدر آخر لرويترز، وهو مسؤول إقليمي مقرب من إيران، إن أولئك الذين ما زالوا في سوريا تركوا مكاتبهم وابتعدوا عن الأنظار، وإن “الإيرانيين لن يتخلوا عن سوريا لكنهم قلصوا وجودهم وتحركاتهم إلى أقصى حد.
ويتعامل الرئيس الأميركي جو بايدن مع الدعوات الملحّة لمواجهة إيران، بهدف استعادة حالة الردع واستعراض القوة الأميركية، في حين يحاول بايدن تجنب التورط في حرب إقليمية، ولذلك قال المسؤولون الأميركيون إن الرد على هجوم البرج 22 (الذي أسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين) سيتم على مدار عدة أيام وسيضرب أهدافا متعددة.
وفي 20 كانون الثاني الماضي، قتل خمسة قياديين بالحرس الثوري الإيراني، بينهم مسؤول الاستخبارات في فيلق القدس، إثر هجوم إسرائيلي استهدف مبنى سكنياً في حي المزة “فيلات غربية” بدمشق مؤلفاً من 4 طوابق ودمر كلياً، بينهم مسؤول استخبارات فيلق القدس بالحرس الثوري العميد يوسف أوميد زاده الملقب بـ “الحاج صادق” ونائبه.