سقط عدد من القتلى جراء اشتباكات اندلعت على خلفية هدم مدرسة إسلامية ومسجد أثري في الهند، حيث يتهم المسلمون الحكومة بتعمد استهداف أماكنهم المقدسة.
ومنذ تولي ناريندرا دامودارداس مودي للسلطة في البلاد يتحرّك القوميون الهندوس بشكل متزايد ضد المنشآت الدينية الإسلامية، مما تسبب بتزايد التوتر بشكل كبير.
وهدمت السلطات بولاية أوتاراخند مدرسة إسلامية ومصلى بذريعة إنشائهما بدون ترخيص، ما أدى لوقوع اشتباكات أدت لمقتل وجرح العشرات.
ونقلت هيئة اﻹذاعة البريطانية “بي بي سي” عن “مجموعات حقوقية” تأكيدها أن السلطات في عدة ولايات هندية تقوم بتنفيذ أعمال هدم تستهدف منازلاً وأعمالاً تجارية وأماكن عبادة تابعة للمسلمين تحديداً.
وتخلل العنف احتجاجات مدينة هالدواني بشمال الهند في أعقاب حملة هدم للمباني أطلقتها الحكومة ضد ما تصفه بالتعديات غير القانونية، قتل فيها خمسة أشخاص وأصيب عشرات بجروح في مواجهات اندلعت بعد هدم مدرسة إسلامية ومصلى، يوم أمس الأول الخميس.
ووضعت سياسات مودي الذي تولى السلطة عام 2014، الأقلية المسلمة البالغ عدد أفرادها حوالى 210 ملايين في حالة من القلق، حيث تهدم السلطات المدارس والمصليات والمساجد.
وادعى مسؤولون بولاية أوتاراخند الشمالية، يوم الخميس الفائت، أن العقار ليس مسجلا كمدرسة إسلامية ولا كمسجد؛ رغم أن بعض السكان المحليين يعتبرونه مكانا للعبادة، وقامت بهدم المبنيين بذريعة إنشائهما من دون ترخيص، ليرد محتجون مسلمون بإلقاء الحجارة باتجاه عناصرها الذين أطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع.
وكان يعيش في المسجد الذي يضم مزاراً صوفياً بجواره مقبرة، 26 طالباً، معظمهم من الأيتام، لكن هدمه تركهم بلا مأوى.
وقال براهلاد نارايان مينا وهو مسؤول كبير في الشرطة: “أصيب أكثر من 80 شخصا بجروح نتيجة إلقاء الحجارة بينهم بعض أفراد الشرطة وصحفيون”، وقالت المسؤولة المحلية فاندانا سينغ لفرانس برس إن خمسة أشخاص قتلوا في المواجهات في مقاطعة هالدواني، وأفادت سينغ الصحافيين في وقت سابق بأن العشرات غيرهم يخضعون للعلاج.
وأظهرت تسجيلات مصوّرة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي السكان الهندوس يهتفون بشعارات مناهضة للمسلمين ويلقون الحجارة على الحشد، كما تم نشر عناصر أمن في المنطقة قدموا من أجزاء أخرى من الولاية لقمع الاحتجاجات.
وهدّد بوشكار سينغ دامي رئيس وزراء ولاية أوتاراخند المحتجين باتخاذ “إجراءات صارمة” ووصفهم بـ”مثيري الشغب والأوغاد”.
وقطعت السلطات المحلية في هالداواني خدمات الانترنت وأغلقت المدارس، فيما فرضت حظر تجول ومنعت التجمعات الكبيرة.
ويعمل عدد من “الناشطين القوميين” على حملة مستمرة منذ مدة طويلة لاستبدال عدد من المساجد البارزة بمعابد هندوسية.
ودشّن مودي الشهر الماضي معبداً للهندوس في إيوديا، شُيّد على موقع أقيم فيه طوال قرون مسجد هدمه هندوس، وتأتي المواجهات الأخيرة أيضاً بعدما أقر المجلس التشريعي في أوتاراخند قانوناً عاماً للأحوال المدنية ليحل مكان القوانين الدينية القائمة المرتبطة بالزواج والطلاق والميراث، وفقاً لـ DW.
يذكر أن السلطات في الهند هدمت الشهر الماضي، مسجداً شُيّد قبل قرون في العاصمة نيودلهي بحجة أنه “بُني بشكل غير قانوني في محمية طبيعية”.