قتل 8 أشخاص وأصيب أكثر من 20 شخصا آخرين، مساء أمس الثلاثاء 6 فبراير/شباط، جرّاء قصف جويّ إسرائيلي استهدف حي الحمرا في مدينة حمص، وسط البلاد.
وأفاد مراسل حلب اليوم في حمص، أن طائرات حربية إسرائيلية استهدفت مساء الأمس، مواقع قوات سلطة الأسد ومليشيات إيران في “مديرية الخدمات الفنية جنوبي المحافظة، ومبنى سكني بحي الحمرا، ومزرعة سكنية على أطراف قرية المزرعة، بالقرب من مصفاة مدينة حمص”، ما أدّى إلى مقتل 8 أشخاص، في حصيلة غير نهائية.
وذكر مراسلنا أن إحدى الغارات استهدفت مبنى سكنياً مؤلفاً من عدة طوابق وسط مدينة حمص يعرف باسم “بناء آل رسلان”، منوها إلى أن قياديا في ميليشيا حزب الله اللبناني يسكن في إحدى شقق البناء، ولفت إلى أن القصف أسفر عن تهدم البناء بالكامل، وتضرر الأبنية القريبة منه.
وبحسب صفحات موالية قتل في الغارات الإسرائيلية القيادي في ميليشيا “حزب الله” اللبناني المدعو “أحمد سمير قنبر”.
ماذا دمّر القصف الإسرائيلي؟
يؤكد مراسل حلب اليوم أن القصف أسفر عن تدمير “مرآب” مديرية الخدمات الفنية بالكامل وخروجه من الخدمة، كما دمّر القصف كازية المرآب ومستودع الزيوت بالكامل وألحق ضررا كبيرا بآليات المديرية، حيث احترقت 12 آلية وهي (مدحلة عدد 3، وتركس عدد 3، وكريدر عدد 2، وقشاطة زفت، وبوك، صهريج، قلاب مزود بملاحة لفك الثلج) بشكل كامل، إضافة إلى تضرر 48 آلية متنوعة بشكل جزئي كما تعرض المبنى الإداري والورشات الفنية لأضرار جسيمة.
بدورها، علّقت وزارة دفاع سلطة الأسد غلى الغارات الاسرائيلية، وقالت في بيان نشرته وكالة أنباء سلطة الأسد”سانا” إن الطائرات الإسرائيلية شنت غارات من اتجاه شمال طرابلس (في شمال لبنان) مستهدفةً عددا من النقاط في مدينة حمص وريفها.
وزعمت في بيانها أن الدفاعات الجوية أسقطت عددا من الصواريخ دون تقديم تفاصيل عن الأهداف التي تم ضربها، كما أكدت مقتل وإصابة عدد من المدنيين.
وفي السياق، ذكر مصدر في مخابرات سلطة الأسد مطلع على الأمر لوكالة رويترز أن القصف الإسرائيلي استهدف أيضا قاعدة الشعيرات الجوية وعدة مواقع لقوات الأسد على أطراف حمص.
وأفاد شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية بأن شظايا من الصواريخ المنفجرة سقطت في مزارع حي الوعر شمال غرب مدينة حمص وشارع الحمرا وسط المدينة وشرق دوار تدمر وفي محيط مصفاة حمص.
وتشن إسرائيل منذ سنوات هجمات على ما تصفها بأنها أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، حيث تزايد نفوذ طهران منذ أن بدأت دعم رأس سلطة الأسد “بشار” في الحرب التي اندلعت شرارتها عام 2011 إثر ثورة شعبية كبيرة طالبت بإسقاط سلطة الأسد وتصدى لها الأخير بالقوة والعنف، مما حولها لمعارك دامية خلفت مئات آلاف القتلى ودمارا كبيرا وتشريد ونزوح أكثر من نصف سكان البلاد.
ويسيطر الآن مقاتلو فصائل مرتبطة مع إيران، بما في ذلك حزب الله اللبناني، على مناطق واسعة في شرق وجنوب وشمال غرب سوريا على خطوط الجبهات وفي مناطق عدة حول العاصمة دمشق.