أكّد وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، اليوم الثلاثاء 6 فبراير/شباط، على أن بلاده شهدت تسجيل أكثر من 215 ألف مولود من أبناء اللاجئين في الأردن، ومنذ بدء اللجوء السوري إلى الأردن عام 2011.
جاء ذلك خلال زيارة تفقدية إلى مخيمي “الأزرق ومريجيب الفهود”، إذ أوضح أن بلاده تحمّلَ وما زال يتحمل عبء استضافة ورعاية نحو 1.3 مليون لاجئ سوري، برغم انخفاض حجم الاستجابة الدولية لمتطلبات اللجوء الذي لم يزد عن 30% العام الماضي.
وأوضح في تصريحات نقلها موقع “المملكة” أن الأردن لم يكن يوما مكانا لتوطين اللاجئين السوريين ولن يكون، مؤكدا أهمية أن يبقي اللاجئ السوري في تفكيره أن سوريا هي وطنه الأم.
ودعا خلال زيارته مخيم الأزرق الذي يضم حوالي 44 ألف لاجئ سوري، ولقائه مع ممثلي عدد من المنظمات الدولية الداعمة والمانحة، بحضور مدير مديرية شؤون اللاجئين في وزارة الداخلية العميد تامر المعايطة، ومدير مخيم الأزرق أكرم بني عيسى، ومحافظ الزرقاء حسن الجبور، إلى ضرورة العمل على زيادة حجم المساعدات واستدامتها لتمكين الأردن من القيام بواجبه الإنساني تجاه اللاجئين السوريين في الأردن، وألا تؤدي الأزمات الدولية المختلفة إلى لفت الأنظار بعيدا عن احتياجات اللاجئين السوريين.
وأشاد الفراية بالدور الكبير الذي تقوم به هذه المنظمات والدول المانحة في تواصل الدعم رغم الأحداث العالمية المتسارعة من الحرب في أوكرانيا، والعدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على الأهل في قطاع غزة.
وبيّن أن هذه الزيارة تأتي ضمن خطة العمل الحكومية لمتابعة أوضاع اللاجئين السوريين في الأردن من جميع الجوانب، وتفقد أحوالهم المعيشية خاصة في فصل الشتاء للوقوف على احتياجاتهم وظروف المعيشة في المخيمات.
وأكّد خلال لقائه مع عدد من أعضاء المجلس الأمني المحلي في المخيم الذي تشكل أخيرا بمشاركة عدد من أبناء المجتمع المحلي للاجئين في مخيم الأزرق، ليكونوا مشاركين في صنع القرار بما يتناسب وأوضاعهم المعيشية، أهمية أن يبقي اللاجئ السوري في تفكيره أن سوريا هي وطنه الأم، وأن ينقل ويزرع هذا الأمر في أبنائه لتبقى سوريا في قلوبهم حتى يعودوا إليها.
وأشار إلى أنه ومنذ بدء اللجوء السوري إلى الأردن عام 2011 وحتى الآن ولد أكثر من 215 ألف مولود من أبناء اللاجئين في الأردن، “الأمر الذي سينتج أزمات نفسية لهذه الفئة في المستقبل بسبب بعدها عن وطنها الأم سوريا”، وفق وزير الداخلية.
وقدم الفراية، الشكر للمنظمات الدولية والدول المانحة التي قدمت الدعم المتواصل للأردن للقيام بهذا الواجب الإنساني، مشيرا إلى أن الأردن يعدّ من أكبر دول العالم المستضيفة للاجئين، رغم وقوعه في منطقة اضطرابات سياسية ملتهبة تعمل فيها السياسة الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، بجهد كبير للوصول إلى الاستقرار الأمني في الشقيقة سوريا وباقي دول الإقليم الأمر الذي يحتم على دول العالم الكبرى العمل أيضا على إنهاء هذه الاضطرابات لإحلال السلام والأمن لجميع شعوب المنطقة وليعود اللاجئون السوريون لوطنهم قريبا.
وقدم مدير المخيم وعدد من أعضاء المجلس الأمني المحلي، عرضا للأوضاع العامة في المخيم وما أنجز خلال الفترة الماضية في جميع الجوانب لخدمة اللاجئين.
ويوجد في الأردن نحو 1.3 مليون سوري، قرابة نصفهم مسجلون لدى المفوضية بصفة لاجئ، فيما يقيم 750 ألفا منهم في البلاد قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011، بحكم النسب والمصاهرة والعلاقات التجارية بين البلدين الجارين.
ومنذ العام 2018، بلغ عدد العائدين السوريين من الأردن إلى بلدهم نحو 40 ألفا فقط، منهم 5800 في آخر عامين، وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.