أكدت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) أن ألمانيا لا تزال الوجهة المفضلة للعمال المهرة من المهاجرين، رغم معاناتهم مع العنصرية والتمييز.
وقالت المنظمة إنها خلُصت بعد تتبع 30 ألف شخص من ذوي المؤهلات العالية ممن أرادوا الانتقال إلى ألمانيا منذ صيف عام 2022؛ إلى أن رغبتهم بالهجرة زادت بدلاً من أن تنخفض بمرور الوقت، مع أنهم يؤكدون تعرضهم للعنصرية والتمييز يوميًا.
ونقلت وكالة “رويترز” عن المنظمة قولها أمس الأربعاء إن ألمانيا لا تزال وجهة جذابة للعمال المهرة من الخارج، حيث أن نحو 92% من المشاركين في الاستطلاع يعيشون في الخارج وما زالوا مهتمين بالانتقال إليها.
ولكن الأشخاص الذين انتقلوا بالفعل إلى ألمانيا أبلغوا (OECD) عن تعرضهم لمزيد من العنصرية عما كان متوقعًا قبل الانتقال، وقال توماس ليبج من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: “يتم الإبلاغ عن تجارب التمييز، خاصة عند البحث عن سكن وفي الأماكن العامة”.
وقال أكثر من نصف المشاركين الذين تمكنوا من الانتقال إلى ألمانيا إنهم تعرضوا إلى العنصرية نتيجة أصلهم عندما كانوا يحاولون استئجار أو شراء شقة أو منزل، فيما أبلغ حوالي 37% من المشاركين عن حوادث تمييز أثناء زياراتهم للمطاعم أو المتاجر.
ويعتمد الاقتصاد الألماني إلى حد كبير على العمال الأجانب، وهو ما أبرزته الأرقام الجديدة الصادرة عن وكالة التوظيف الفيدرالية في البلاد، حيث أظهرت أرقام شهر نوفمبر أن ارتفاع عدد الموظفين الخاضعين لمساهمات الضمان الاجتماعي بنسبة 0.6% إلى 35.1 مليونًا يرجع في معظمه إلى العمال من دول خارج الاتحاد الأوروبي.
وكانت مفوضة الاتحاد الأوروبي المسؤولة عن الشؤون الداخلية، ولفا يوهانسون، قد كشفت خلال اجتماع للاتحاد الأوروبي، في الثاني عشر من الشهر الماضي، وجود فجوة كبيرة في التعداد السكاني ضمن الاتحاد الأوروبي تدفع الدول اﻷعضاء إلى استقدام مزيد من المهاجرين، مع تناقص معدل الولادات.
وقالت إن الاتحاد الأوروبي سيحتاج إلى الاعتماد على العمالة من دول أخرى مع تقدم سكان الدول الأعضاء في السن، حيث أن التعداد السكاني لمن هم في سن العمل يتناقص بنحو مليون شخص سنوياً.