سلطت صحيفة تركية الضوء على أبرز النقاط الخلافية مع روسيا وإيران حول ملفات الشمال السوري حيث تنعقد الجولة 21 من محادثات أستانا اليوم اﻷربعاء وغداً، وسط تعقيد وغموض بالمشهد السياسي والعسكري.
وقالت صحيفة turkiyegazetesi إن تركيا “أعدت تقريرًا شاملاً بالمعلومات الواردة من المنظمات المدنية النشطة في سوريا، بالإضافة إلى المخابرات والقوات المسلحة التركية هناك”، موضحةً أنها “ستطالب بموقف واضح ضد الإرهاب الذي يحاول أن يتأسس في الشمال السوري “.
وسينقل أردوغان للزعيمين الروسي واﻹيراني أن بلاده “ليس لديها صبر وستعرض التعاون في العملية واسعة النطاق المقرر إجراؤها في سوريا، بعد الانتخابات المحلية التركية (في آذار القادم)، فيقال: إذا لم تؤيدوا فلا تعوقوا”، وفقاً للصحيفة.
وأضافت turkiyegazetesi أن الجانب التركي سيقول للوفد الإيراني: “توقفوا عن دعم عناصر حزب العمال الكردستاني في تل رفعت”، كما سيطالب الوفد الروسي بالتوقف عن حماية حزب العمال الكردستاني على الخط الموازي للحدود إلى جانب عين العرب ومنبج وعين عيسى.
“الغزو الشيعي” لحلب
تريد تركيا تغيير وضع حلب، المركز التجاري للشرق الأوسط وثاني أكبر مدينة في سوريا – بحسب الصحيفة – وبينما تطالب أنقرة بتغيير شروط إعادة إعمار حلب وعودة المدنيين، تريد روسيا تسليم إدلب للأسد.
ويصر الجانب التركي على تخفيف ضغط اللاجئين في الشمال السوري وإعادة حلب، التي “أصبحت مدينة شيعية”، إلى هويتها الأصلية، وبحسب “المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة من مصادر في أنقرة”، فإن “حلب ستكون البند الرئيسي على جدول أعمال المحادثات بين بوتين وأردوغان”.
وأكدت المصادر أن طهران قامت بتشييع أكبر أحياء المدينة، واستقدمت أكثر من 50 ألف شيعي بعد إخلاء حلب عام 2016؛ وحولت المساجد والمدارس الدينية إلى مراكز شيعية.
وسيكون مطلب تركيا هو “إنهاء الغزو السكاني والثقافي والديني وضمان عودة 3 ملايين من سكان حلب إلى ديارهم”، كما أنها “عازمة على تطهير الأحياء التركمانية التي تحولت إلى مقرات لحزب العمال الكردستاني من الإرهاب”.
بوتين يريد إدلب
قال الباحث السوري ورئيس المجلس التركماني السابق سمير حافظ: “إن خطة إيران لغزو حلب لها خلفية عميقة للغاية. لقد عمل قاسم سليماني ساعات إضافية من أجل هذه القضية. تعاون حزب العمال الكردستاني مع تنظيم الدولة والأسد وروسيا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية”.
ويبدو انسحاب إيران من حلب – وفقاً لحافظ – هو المشكلة الرئيسية، ويقول: “طالما بقيت إيران والمنظمات الإرهابية الشيعية كعناصر احتلال، فلن يتمكن الناس من العودة”.
في المقابل تزعم روسيا أن هيئة تحرير الشام في إدلب تشكل تهديدًا للقاعدة العسكرية الروسية، و”تخطط للاستيلاء على إدلب بدعم من إيران والأسد إذا ظلت تركيا محايدة”.
ويقترح الروس “التغلب على ضغط اللاجئين الذي ستخلقه عملية إدلب من خلال فتح ممر مدني إلى حلب”، حيث تتضمن المفاوضات حول المدينة بنداً حول وجود “وضع خاص وضمان الأمن تحت إشراف قوة دولية”.
تقول المصادر إن روسيا والولايات المتحدة لا توافقان على الخطة، كما تريد تركيا تغيير الوضع الراهن في منبج وعين عيسى وعين العرب وتل رفعت.
من جانبه قال أحد الخبراء السوريين د. نذير صالح: “يجب أن تقتنع روسيا بأن مشروع تركيا خطوة تاريخية من شأنها إنقاذ حلب”، مضيفاً: “إذا انتعشت التجارة في حلب وعاد الناس إلى ديارهم، فستكون هذه ثورة في الشرق الأوسط وتركيا”.
وكان أبو محمد الجولاني قائد هيئة تحرير الشام قد أثار ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد حديثه عن “تحرير حلب”، في أيار/ مايو من العام الماضي، حيث قال إنه “لم يبق إلا القليل”، وإن هناك “مفاجئات” سوف تحدث.