تعاني مناطق سيطرة سلطة الأسد من أزمة حواضن الأطفال أسفرت عن تسجيل عشرات الوفيات بين حديثي الولادة، بالتزامن مع غياب الكوادر المختصّة في المشافي العامة داخل المحافظات، أبرزها “دمشق ودرعا واللاذقية وطرطوس والحسكة”، وغلاء أسعار الحواضن في المشافي الخاصّة.
ويبلغ عدد الحاضنات الداخلة بالخدمة في جميع المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة سلطة الأسد 1622 حاضنة تتوزع على النحو التالي: “في دمشق 100 حاضنة، وفي اللاذفية 255، وفي طرطوس 207، وفي الحسكة 51، وفي درعا 111 حاضنة”، وفقاً لإفادة لمديرية التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة التابعة لسلطة الأسد حصلت عليها جريدة الوطن الموالية.
ووصل عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى حواضن في العاصمة دمشق إلى نحو (42 ألف طفل سنوياً)، في حين أن عدد الحواضن الداخلة بالخدمة في دمشق 100 حاضنة فقط، والتي تتوزع: 58 حاضنة في مشفى الأطفال، و16 في مشفى المجتهد، و14 في الزهراوي، والباقي يتوزع على المشافي الخاصة، وفقا لمدير مشفى الأطفال بدمشق “نادر عيد”.
واعتبر عيد في إفادة نقلتها جريدة الوطن الموالية، أن وجود حاضنات من دون كادر طبي مختصّ في المستشفيات لا يحل المشكلة، مؤكداُ على أن أهمية وجود مركز طبي موازٍ لمشفى الأطفال مجهز بكادر مختص بالأطفال حديثي الولادة، إضافة إلى التجهيزات الطبية.
غياب الكوادر المختصّة
أشار عيد إلى أن عدد القبولات السنوية في قسم الحواضن بمشفى الأطفال بدمشق وصل إلى نحو 2000 طفل يأتون من المحافظات السورية إلى مشفى الأطفال ما يزيد الضغط على المشفى، الذي يقصدونه من جميع المحافظات، في حين يكون هناك خمسة قبولات يومياً و35 أسبوعياً، على حد قوله.
وبيّن أن نقص الكادر الطبي المختصّ بحديثي الولادة يشكل عائقاً كبيراً حيث لايوجد سوى 4 أطباء اختصاص حديثي ولادة، لافتاً إلى أن المشافي تعتمد على طبيب أطفال عام، إضافة إلى نقص الكادر التمريضي إذ لكل 15 طفلاً يوجد ممرضة أو اثنتان تكشف عليهم بأوقات محددة في الليل، في حين المتعارف عليه في البروتوكول الطبي أنه يجب أن يكون هناك طبيب اختصاصي لكل 10 إلى 15 حاضنة، وطبيب مقيم لكل 5 إلى 10 حواضن، وممرضة لكل 4 حاضنات.
وبيّن أنه من الممكن أن يكون هناك 15 طفلاً باليوم من دون حاضنة وأحياناً يكون هناك 3 أو 4 أطفال بلا حواضن، فالطفل من الممكن أن يبقى بالحاضنة من يومين إلى ثلاثة أشهر، وفي بعض الأحيان تغطى جميع الحالات.
ونقلت جريدة الوطن عن شعبة الإحصاء في مشفى الأطفال، إحصائية وثّقت وفاة 40 طفلاً خلال كانون الأول الماضي، في قسم الحواضن، لأسباب متعددة، في وقتٍ بلغ عدد قبولات الشهر الماضي 111 طفلاً.
ووفقا للإحصائية فإن الأهالي في دمشق ينتظرون دورهم في قسم إسعاف الحواضن لعدم توافر المقدرة المادية، إذ تطلب المشافي الخاصة أسعاراً خيالية مقابل الليلة الواحدة، تصل إلى مليون ونصف لـ4 ملايين للحاضنة العادية، و6 ملايين مع عناية.
وتأتي هذه الأزمة على الحواضن في وقت تعاني المشافي العامة في مناطق سيطرة سلطة الأسد نقصاً كبيراً في الأدوية والمواد الطبية على اختلاف أنواعها، ما يدفع الأهالي للتوجه إلى السوق السوداء للحصول على أدويتهم بأسعار قُدرت بأضعاف الأسعار المحددة من قبل وزارة الصحة التابعة لسلطة الأسد، وفقاً لمراسلتنا في دمشق.
ولا تقتصر معاناة المرضى في المشافي الحكومية على ذلك، إنما يتعدى الأمر إلى إجبار المرضى على إجراء جميع الفحوص الطبية والتحاليل في مراكز خارج المشافي، بذريعة عدم توافرها، وهو ما أكّدته مراسلتنا في وقت سابق.