لم تشفع لهم يوماً براءة الأطفال وصرخات النساء أمام اعتقالهم ومن ثم تعذيبهم وقتلهم، حتى تشفع لهم اليوم المصالحات التي وقعها قادة الفصائل مع النظام و حليفته روسيا
مداهمات واعتقالات باتت الحدث الأهم في درعا بعد سيطرة النظام عليها، طالت عدة مناطق بدء من الكرك والحراك، ثم اللجاة وداعل وصولاً إلى المليحة الغربية ومحجة، حيث اقتحمت قوات النظام وعناصر فرع المخابرات الجوية منازل المدنيين فيها واعتقلت عدد من الشبان بينهم مدنيين وعناصر سابقين في الجيش الحر ووجهت شتائم وإهانات للرجال والنساء وسرقة بعض ممتلكات المدنيين، قبل أن تقتاد المعتقلين لجهة مجهولة
الاعتقالات طالت أيضا المارين على حواجز النظام كتلك التي حدثت في منطقة اللجاة وحاجز بلدة جباب من قبل عناصر الفرقة الرابعة في جيش النظام، دون معرفة أسباب الاعتقال
وليست حمص وغوطة دمشق ببعيدة عما يجري في درعا فقد أكد ناشطون اختفاء ثلاثة وعشرين منشقاً عن النظام من حمص غالبيتهم من مدينة تلبيسة بعد استدعائهم من قبل المخابرات الجوية في المدينة ثم نقلتهم للفرع مئتين وثلاثة وتسعون في دمشق، وكذلك اعتقالات واسعة في مناطق المصالحات في الغوطة دون معرفة مصيره المعتقلين
وفي العاصمة دمشق أظهر فيديو مسرب في شوارع العاصمة أعداد كبيرة من قوافل الشاحنات والحافلات التي تنقل المعتقلين وبأعداد كبيرة تفوق الأعداد الاعتيادية، بينهم مساجين بقضايا وجنح جنائية، بالتزامن مع وصول تبليغات استلام جثث، لأهالي المعتقلين وصلت عن طريق مديرية النفوس في شتى المحافظات
القافلات وبحسب مصادر محلية كانت ترافقها دوريات حماية من الشرطة المدنية وسيارات بيك أب عسكرية فيها جنود مسلحين تطلق صفارات وتطلب إفساح الطريق عبر مكبرات الصوت، وفي بعض الأحيان لوحظ مرافقة بعض سيارات الإسعاف
تعيش مناطق المصالحات في درعا وريفي دمشق وحمص على وقع خروقات عديد من قبل قوات النظام وعناصر المخابرات، ويبدو أن حملات الدهم والاعتقال لن تنتهي حتى اعتقال كل من شارك وحمل السلاح ضد النظام إضافة للمنشقين والمطلوبين للخدمة