خاص | حلب اليوم
تعاني العاصمة السورية “دمشق” من أزمة مواصلات غير مسبوقة، على إثر تفاقم أزمة المحروقات ونقص عدد الباصات التي تصل إلى المواقف مكتظة بالركاب، الذين باتوا يتعرضون للسرقات والاختناق داخلها.
وتؤكد مراسلة حلب اليوم في دمشق أن الباصات العامة تشهد يومياً اكتظاظاً بالركاب، الأمر الذي يتسبب باختناقات داخل الباص في كل مرة، وخاصّة في ظل فصل الشتاء، موثقة بعدستها الازدحام من داخل أحد الباصات.
واعتبرت مراسلتنا أن “أزمة النقل التي تشهدها العاصمة شجعت العديد من اللصوص على السرقة، وخصوصاً في ظل هذا الاكتظاظ الخانق بالركاب والتزاحم داخل الباص”.
ونقلت مراسلتنا حديث سيدة كانت ترافقها داخل الحافلة المكتظّة -تحفظت الكشف عن إسمها لدواعي أمنية- أن حياة المواطن في دمشق تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، إذ بات جميع السوريين الذين يعيشون داخل مناطق سيطرة سلطة الأسد، يجدون معاناة في الحصول على أبسط حقوقهم كإنسان، فالأزمات تتوالى ضمن اليوم الواحد حتى تجعل الإنسان يصل إلى نهاية يومه متعجباً كيف نجى”.
ومن أحد أهم أشكال هذه المعاناة وفقاً للسيدة هي “المواصلات” ضمن مدينة دمشق، والتي نشأ فيها أول نظام سير في التاريخ، كما تعلمنا، والتي حافظت على مكانتها المرموقة في هذا الجانب حتى وقت ليس ببعيد، ولكن من يعيش اليوم في دمشق يدرك هذه المعاناة بشكل كبير”.
من جهتها، تقول مراسلتنا أن غلاء المحروقات بنوعيها “البنزين والمازوت” وندرته، يجعل موضوع استخدام سيارة خاصة حكراً على جميع المواطنين، ممّا يدفع عدداً أكبر من المواطنين إلى اللجوء لوسائل النقل العامة.
بدوره، اعتبر الشاب “خالد.أ” وهو من سكان دمشق أن وسائل النقل العامة بكافة أنواعها غير مناسبة للاستعمال البشري تماماً من حيث رداءة النوع، وسوء المعاملة، والأسوأ من ذلك الازدحام الشديد، ففي أغلب الأحيان قد لا تجد مكان يتسع لطفل صغير، ومع ذلك يصر قائد المركبة على استيعاب أكبر عدد من الركاب.
واسترسل قائلاً: “مما يزيد المعاناة أكثر هو أيضاً غلاء وسائل النقل العامة، فالموظف في إحدى دوائر سلطة الأسد قد لا يكفيه معاشه للوصول لمكان عمله”.
وأشار إلى أن هذه الأزمة يرافقها أيضاً أزمة أخلاقية، فيؤدي الازدحام الذي تكلمنا عنه إلى تفشي ظاهرة التحرش الجنسي بالحركات والكلمات والألفاظ، فأصبحت وسائل النقل العامة بيئة خصبة لانتشار كل ظاهرة سيئة، حالها كحال أي بيئة تدعم وجود الخطأ وتخفيه.
ومطلع العام الجاري، رفعت سلطة الأسد سعر ليتر المازوت المدعوم المخصص لآليات النقل بنسبة وصلت إلى 500 في المئة، متجاوزاً بذلك سعر ليتر المازوت غير المدعوم (الحر).
ونشرت وسائل إعلام موالية نص القرار الصادر عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ويظهر من خلاله تحديد سعر مبيع ليتر المازوت المدعوم عند 18 ألفاً و880 ليرة سورية.
ومنذ سنوات عديدة، تعاني مختلف مناطق سيطرة سلطة الأسد من أزمة مواصلات مستمرة، من أبرز مسبباتها عجز مؤسسات الأسد عن تأمين الوقود لسد حاجة السوق، والفساد في توزيع الكميات المتوافرة التي ينتهي الأمر بمعظمها في السوق السوداء.
ورغم الوعود المتكررة التي تطلقها سلطة الأسد بشأن زيادة المخصصات وضخ المشتقات في محطات الوقود، فإن أزمة المواصلات ما تزال مستمرة، في الوقت الذي تعاني فيه مناطق سيطرة النظام من أزمة خانقة في قطاع النقل الداخلي، بسبب نقص عدد الحافلات، والازدحام على المواقف، حيث يضطر المواطنون إلى الوقوف ساعات بانتظار ركوب أي وسيلة تقلهم إلى أماكن أعمالهم.