ترتفع معدلات الفقر في مناطق سيطرة اﻷسد بشكل مستمر، مع تردي الأوضاع المعيشية للغالبية العظمى من السكان، وخصوصاً في مدينة دمشق، حيث باتت ظاهرتا نبش حاويات القمامة والتسوّل، ملحوظتين أكثر من أي وقت مضى.
تقول السيدة “أم يوسف” لصحيفة “الشرق اﻷوسط” إن اقتراض العائلة رغيفي خبز أو ثلاثة من جيرانها ومن ثم ردها كانت مسألة طبيعية، لكن الأمر بات “تسوّلاً مجمّلاً” مع عدم ردها بسبب الفقر الشديد، حيث تؤكد أنها “لا تتردد بتلبية أي طلب للجيران إذا كان متوفراً لديها من ‘حبتين بندورة، أو كاسة رز أو برغل’ “.
وخلال السنوات اﻷخيرة التي انهار فيها الاقتصاد وقيمة الليرة السورية، تزايدت العائلات التي انضمت إلى شريحة الفقراء الأشد حاجة، ووصل الأمر وفق “أم يوسف”، إلى أن “أي حارة بات لا يوجد فيها سوى عائلتين أو ثلاث مكتفية ذاتياً”، حيث يُقرع بابها أكثر من 20 مرة في اليوم من قبل متسولين يجوبون الشوارع، ويطلبون مالاً، أو خبزاً وطعاماً، ويبحثون في أكياس القمامة عن بقايا طعام.
من جانبها تقول أم لـ3 بنات “م. س” إنها بعد موت زوجها عملت في تنظيف المنازل، حيث كانت العائلة كانت “تمشّي حالها” بالسلة الغذائية التي تستلمها من جمعية خيرية، وتضيف: “حالنا بالويل ونعيش من خير الجيران الخيّرين”.. و”بعدما انفجرت بالبكاء، أقسمت أنها وبناتها يتناولن سندويشة واحدة في اليوم، وأحياناً ‘رغيف حاف’ “.
ويؤكد سوريون للصحيفة أن ظاهرة التسول تكاثرت جداً مع ارتفاع الأسعار المتتالية وتدهور سعر صرف الليرة السورية، حيث توجد أزمة جوع كبيرة في مناطق سيطرة اﻷسد، وباتت شوارع وأسواق وحدائق دمشق، تعج بعشرات المتسولين (أطفال، ونساء، ورجال)، فيما يفترش الكثير أرصفة الشوارع يسألون المارة المساعدة.
وأُضيف إلى المشهد مؤخراً تسوّل الرغيف أمام الأفران والأغذية من أصحاب وزبائن البقاليات ومحال الخضراوات، والدواء من الصيدليات.
وكان برنامج الغذاء العالمي، قد أعلن مؤخراً وقف عملياته في سوريا، بسبب نقص التمويل، اﻷمر الذي يزيد من المشكلة، بينما يعاني 12.1 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في عموم البلاد، وفقاً ﻵخر إحصائية للبرنامج أصدرها منذ أسابيع.