أطلقت الأمم المتحدة، اليوم الاثنين 11 ديسمبر/كانون الأول، نداءً لجمع 46 مليار دولار لعام 2024 من أجل مساعدة 180.5 مليون شخص متضرر من الأزمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم.
جاء ذلك في تقرير نشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أكّد خلاله أنه من خلال النظرة العامة على العمل الإنساني العالمي لعام 2024، تبين أن قرابة 300 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية العام المقبل بسبب الصراعات وحالات الطوارئ المرتبطة بالمناخ والعوامل الاقتصادية.
من جهته، قال منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتّحدة، مارتن غريفيث، إن “العاملين في المجال الإنساني ينقذون الحياة، يكافحون الجوع، يحمون الأطفال، يقون من الأوبئة، ويوفرون المأوى والصرف الصحي في العديد من السياقات غير الإنسانية في العالم، منوّهاً بأن الدعم الضروري من المجتمع الدولي ليس بمستوى الاحتياجات”.
وبخصوص البلدان المعنية بنداء الأمم المتحدة لعام 2024، أقر غريفيث أن المبلغ المطلوب لا يزال “ضخماً” وسيكون من الصعب جمعه على الأرجح، لأن العديد من البلدان المانحة تواجه صعوبات اقتصادية.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة من دون التمويل الكافي، لن تتمكن من تقديم مساعدة حيوية، وإذا لم تتمكن من تقديم هذه المساعدة، “فسيدفع الناس ثمناً لذلك”.
واسترسل قائلاً: “إن ما يناهز 300 مليون شخص في العالم قد يحتاجون إلى المساعدة في 2024، لكن الأمم المتحدة ستركز جهودها على 180.5 مليوناً منهم، ويمكن للآخرين أيضاً الحصول على المساعدة من منظمات غير حكومية ومنظمات أخرى ومن بلدانهم”.
وخصّ غريفيث المنطقة الجغرافية الأولى المعنية بهذا النداء وهي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي قدّرها بـ(13.9 مليار دولار)، واعتبر أيضاً أن الاحتياجات في “السودلن وميانمار وأوكرانيا” لا تحظى بالاهتمام الذي يستحقونه من العواصم الغربية.
وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت في 2023 نداءً لجمع 56.7 مليار دولار، لكنها لم تتلق سوى 35 في المائة منها في أسوأ نقص بالتمويل منذ سنوات، فيما حذّر برنامج الأغذية العالمي في أيلول/سبتمبر الماضي من تعرض 24 مليون شخص لخطر المجاعة نتيجة تقلص التمويل ودفعه إلى خفض حصص الإعاشة بشكل كبير في العديد من العمليات حول العالم.
وفي مطلع كانون الأول الجاري، أعلن برنامج الأغذية العالمي عن أسفه لانتهاء برنامج مساعداته الغذائية العامة في جميع أرجاء سوريا في كانون الثاني – يناير 2024، مؤكداً أنه “سيواصل دعم الأسر المتضررة من حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية في جميع أرجاء البلاد من خلال تدخلات طارئة أصغر وموجهة أكثر”.
وفي سوريا يعتمد قرابة 14 مليون شخص على السلة الغذائية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي، وفقاً لتقرير صادر عن البرنامج خلال العام الماضي 2022، والذي كشف عن زيادة قدرها 9 في المئة عن حاجة السكان في عام 2021، وزيادة بنسبة 32 في المئة عن العام 2020، إلى جانب وجود 90 في المئة من السوريين تحت خط الفقر، إذ يعاني 60 في المئة منهم من انعدام الأمن الغذائي.