يعاني أهالي دمشق وريفها فقدان العديد من الأصناف الدوائية من الصيدليات وارتفاع أسعار المتوفر منها، وبشكل مستمر، وفقاً لما أفاد به مراسلنا.
وأوضح المراسل أن المعاناة تكمن في فقدان أصناف دوائية تستخدم بعضها ﻷمراض مزمنة والبعض الآخر لأمراض حيوية وحتى بعض أصناف المسكنات أصبح سعرها يرتفع باستمرار مع فقدانها أحياناً.
ويعاني أكثر المرضى من فقدان أو ارتفاع سعر الدواء الخاص إن وجد، وهم في الغالب مرضى السكري والضغط والقلب ومرضى الكلى، حيث أن أدوية مثل هذه اﻷمراض تشهد انقطاعاً متكرراً مع فقدانها من الصيدليات بما فيها المركزية الرئيسية بالعاصمة دمشق.
وتختلف أسعار الأدوية من صيدلية لأخرى ومن حي أو بلدة لأخرى ولا يوجد التزام بتسعيرة الدواء عند عدد كبير من الصيدليين بحجج مختلفة بعضها أن تأمين بعض الأصناف من الأدوية يحتاج عناءً كبيراً وتكاليف إضافية وبعضها يتم تهريبها من لبنان بعد عدم توفرها وهذا يتطلب رفع سعرها لتغطية تكاليف شحنها.
وترتبط قضية ارتفاع أسعار الدواء بسعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اﻷمريكي حيث يتم تعديل النشرات الرسمية لاسعار الاصناف الدوائية بين الحين والاخر بالتزامن مع اختلاف أسعار الصرف.
ومن العوامل التي تساعد في ارتفاع أسعار أصناف عديدة من الدواء هو احتكار المعامل لهذه الأصناف وعدم بيعها وتوزيعها للصيدليات إلا بكميات قليلة دون أي رقيب أو حسيب على هذه المعامل.
ويضطر عدد من الاهالي لشراء بعض الأدوية من لبنان بسبب عدم توفرها في الصيدليات بشكل نهائي وهذا الأمر يشكل معاناة كبيرة في ظل الأوضاع المعيشية المتدنية فتكلفة إيصاله من لبنان إلى سوريا توصله لخمسة أضعاف سعره، ولكنهم مضطرون لذلك حيث أن الأطباء قد يصفون أنواعاً من الأدوية غير متوفرة في الصيدليات.
وتنتشر في الصيدليات أصناف من الأدوية المهربة من إيران أو لبنان أو العراق وأصبح الصيادلة يصرفونها للمرضى كبديل عن دوائهم وهذا الأمر شكل خوفاً من قبل الأهالي لعدم معرفتهم بمصدرها.
ووصل الحال ببعض الصيادلة بدمشق إلى أن فرضوا على المرضى ممن يريدون وصفة خاصة بمرضى القلب والسكري أو الضغط أو الالتهاب شراء علب خاصة بالمسكنات بشكل إجباري مع الدواء.
وقد لجأ عدد كبير من أهالي ريف دمشق إلى التداوي بالأعشاب الطبيعية للعديد من الأمراض بسبب ارتفاع أسعار الدواء وفقدان بعضها والتحكم بأسعار أخرى إن وجدت.