تنتهي اليوم الجمعة حملة التبرعات الشعبية في محافظة إدلب وريف حلب الغربي لإغاثة المدنيين في قطاع غزة المحاصر، وسط إقبال وتجاوب واسعَين من قبل اﻷهالي.
وأوضح مصدر مطلع على الحملة لـ”حلب اليوم” أن القائمين عليها لم يحصوا النتيجة الشاملة بعد، لكنه أشار إلى إقبال كبير بالرغم من الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها السكان.
وذكر أن التبرعات اشتملت على الذهب حيث تنازلت العديد من النساء عن حلقهنّ، وتقدّم الكثيرون بمبالغ بسيطة بالدولار اﻷمريكي، كما أن بعض الحالات كانت لافتة مثلما حصل في مسجد الحسين بمدينة إدلب الذي تصدّر قائمة التبرعات على مستوى المنطقة، حيث قدّم شاب دراجته النارية لتي يملكها وطلب بيعها والتبرّع بثمنها قبل أن يغادر سريعاً ويتوارى عن اﻷنظار حرصاً منه على عدم معرفة هويته.
كما كان من اللافت تقدّم عدّة أطفال بحصالاتهم كاملةً إلى المساجد التي تقوم بالجمع مع المناداة على السكان عبر مكبرات الصوت، حيث بدأت منذ عدّة أيام بالحملة بشكل يومي بين صلاتي العصر والمغرب.
وذكر المصدر أن أكثر ما أثار إعجابه في تجاوب اﻷهالي أيضاً هو التبرع بمبالغ بسيطة من فئة الـ5 ليرات والـ10 ليرات تركية، حيث يرى ذلك دليلاً على حرص الفقراء أيضاً على التبرع رغم قلة الحال، مع العلم أن هناك الكثير من التبرعات بفئة الـ100 والـ200 ليرة.
وحول طريقة إيصال تلك المساعدات رجّح المصدر اللجوء إلى المنظمات اﻹنسانية التركية التي تستطيع التنسيق مع الجهات الدولية المسؤولة، فيما لا تزال قوات الاحتلال تفرض حالة صعبة من الحصار على القطاع.
وماتزال القوافل المُدخلة إلى غزة عبر معبر رفح دون المستوى المطلوب، وسط فقدان شبه تام لمقومات الحياة من الماء والكهرباء والمحروقات وتوقف متتابع لعمل المشافي مع استهداف واسع لكافة المرافق وبيوت المدنيين.
من جانبه قال الحاج “أبو محمد” وهو نازح من ريف معرة النعمان ويعيش في مدينة إدلب لـ”حلب اليوم” إنه شارك في الحملة مستذكراَ ما قام به الفلسطينيون في أعقاب زلزال شباط الذي طال الشمال الغربي وأوقع عدداً كبيراً من الضحايا وسط خسائر فادحة.
وقال “أبو محمد” إنه لا ينسى الخذلان الذي تعرّض له السوريون في ذلك الوقت، من قبل اﻷمم المتحدة والمجتمع الدولي حيث تعذّرت المنظمة اﻷممية بحجج واهية لتبرير تقصيرها في إغاثة المنكوبين، وهو ما يجعلنا كسوريين نشعر تماماً بما يشعر به الفلسطينيون اليوم.
ولاقت غزّة تعاطفاً كبيراً في الشمال الغربي بسوريا منذ بداية معركة طوفان اﻷقصى، حيث برز ذلك في المظاهرات والرسوم الجدارية.
أما حول اﻷوضاع في ريف حلب الشمالي والشرقي فقد أوضح مراسلنا أن اﻷمر مختلف عن إدلب ﻷن جمع التبرعات هناك بحاجة لقرار من وقف الديانة التركي الذي يُشرف على تنظيم وإدارة المساجد.
ونقل عن مصدر مطلع أن جمع التبرعات في ريف حلب ليس مستبعداً لكنه قد يبدأ حين يجري جمع التبرعات في تركيا نظراً للتبعية للأوقاف، حيث لم ينطلق حتى اﻵن جمع تبرعات بشكل فعلي أو حقيقي باستثناء جهود شخصية من بعض الناشطين والمشايخ.
وكان اﻷهالي في القطاع المحاصر قد شاركوا بقوة في حملة تبرعات لصالح سكان شمال غربي سوريا في شباط الماضي تحت عنوان “يدا بيد”، حيث شملت تقديم اﻷموال باﻹضافة للتبرع بالدم.