نضال العبدو – حلب اليوم
تدعو حماس حزب الله وإيران لمساندتها في المعركة الحالية ضدّ الاحتلال اﻹسرائيلي، حيث تقف غزّة وحيدةً أمام اﻵلة العسكرية العنيفة وكثافة قصف ناري غير مسبوق، فيما تكتفي طهران بإطلاق التهديدات.
ووسط التطورات الدراماتيكية على الجانب الفلسطيني، امتدت بعض آثار المواجهة إلى الجبهة السورية حيث صعّدت الطائرات اﻹسرائيلية من قصفها لمطاري حلب ودمشق الدوليين، مع التهديد بمزيد من التصعيد ما لم تلتزم إيران بالخطوط المرسومة لها.
ويرى الكاتب الفلسطيني السوري أيمن أبو هاشم في إفادته لـ”حلب اليوم” أن ما جرى حتى اﻵن لا يدلّ على تغير في قواعد اللعبة، موضحاً أن الضربات في حلب ودمشق لا تعكس تصعيداً لكنها “رسالة من إسرائيل بأنها تستطيع التصعيد في حالت قررت إيران وميليشياتها الدخول على خط المعركة”.
ورجّح أن استمرار إيران في النأي بنفسها عن المعركة يعني أن هناك اتفاقاً لها مع اﻷمريكيين مقابل ثمن ستقبضه في سوريا أو على صعيد الملف النووي.
وحول ذلك الثمن قال أبو هاشم إنه قد يشمل تخفيف استهداف عناصر عسكرييها وميليشياتها في سوريا وتخفيف الضغط العسكري على تواجدها هناك وتخفيف الضغط اﻷمريكي والمطالب بانسحابها من سوريا؛ “هذا إن كان هناك اتفاق بالفعل”.
وعقب الخطاب الحماسي لزعيم ميليشيا حزب الله حسن نصر الله تمّ إطلاق بعض القذائف التي سقطت في مساحات مفتوحة ضمن اﻷراضي المحتلة، ووقعت قصف متبادل محدود على جبهتي جنوب لبنان وسوريا.
وأكدت مصادر محلية أن حزب الله أرسل “وحدة الرضوان” وهي تضم نخبة مقاتليه وتعتبر بمثابة القوات الخاصة إلى الحدود المتاخمة للجولان السوري المحتل، إلا أن أيّ تطورات ذات قيمة لم تُسجّل حتى اليوم بعد ثلاثة أسابيع من اندلاع العدوان.
وبحسب الكاتب الفلسطبني فإن الاشتباك القائم بين حزب الله وإسرائيل جنوب لبنان “لا يزال ضمن قواعد الاشتباك ولايشكل أي خطورة”.
أمام هذا الوضع وجّهت حركة حماس دعواتٍ خجولة إلى إيران لتنفيذ تهديداتها تجاه الاحتلال اﻹسرائيلي، وقال موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس في حديث لقناة الجزيرة: “كنا ننتظر كثيراً من حزب الله”.
وقرن أبو مرزوق بين صمت وتواطؤ اﻷجهزة اﻷمنية التابعة للسلطة الفلسطينية وبين صمت حزب الله قائلاً إن “الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية مُطالبة باستعمال ما لديها من سلاح في مواجهة العدو الإسرائيلي”، منتقداً “الموقف المخزي لإخواننا في السلطة”، على حد تعبيره.
وردّاً على سؤال حول توقعات حماس من حزب الله قال: “نحن نعتمد على أنفسنا، وندعو كل الأصدقاء ليشاركونا في هذه المواجهة، ولكننا لا نستطيع أن نقف قضاةً ونحن في حرب أمام عدو شرس جبار ومتغطرس وإرهابي بكل معنى الكلمة ثم نحكم على الآخرين.. نحن نريد تقريب البعيد والتصاق القريب، ولسنا معنيين بطرح أي سلبيات في هذه المعركة، ومجبرون على أن نكون مع الجميع في منتهى اللطف في الحديث، وبعيداً عن كل عبارات النقد، نحن نريد أن يشاركنا الجميع في معركة الشرف بالقدر الذي يقدّرونه وليس بالقدر الذي نأمله”.
وتابع: “بالتأكيد الناس كانوا يتوقعون كثيراً من حلفائنا في هذه المعركة ومن أهلنا في الضفة الغربية، ونحن حين نطلب مساعدة من هذا أو ذاك يقال لنا: أين إخوانكم في السلطة والضفة؟”.
بدا أبو مرزوق حريصاً على السير في خط يتوسّط بين المعاتبة والنقد وبين الحفاظ على العلاقة الجيدة مع إيران وحزب الله، حيث أوضح أن الوضع لا يحتمل الشقاق مع أية جهة، بينما يشير هنا إلى أن التحركات المزعومة لحزب الله لم تُحدث أي فرق.
من جهته أوضح أبو هاشم أن الحديث عن تعزيزات لحزب الله جنوب سوريا غير مهم لأنها مقترنة بالقرار اﻹيراني و”حتى اﻵن تصريحات طهران تصب في إطار المهادنة وليس التصعيد”، مؤكداً أن “اﻷيام القادمة ستبين لنا كيف سيتم فرز التحالفات”.
واعتبر الكاتب الفلسطيني أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في حال استطاعت إسرائيل التوغل بريا بغزة حيث “سيكون الوضع محرجاً لحزب الله”، لكن ورغم ذلك “يبقى القرار إيرانياً بالدرجة اﻷولى”.
وكانت قوات الاحتلال قد أعلنت التقدّم برياً في غزة بينما أكدت حماس أن دبابات الجيش اﻹسرائيلي تقدّمت فقط في المساحات المفتوحة، متوعداً بتكبيدها خسائر فادحة.