نشر موقع تلفزيون ووكالة “شينخوا” الصينية “تحقيقاً” حول ما آلت إليه أوضاع الأسر السورية في مناطق سيطرة اﻷسد، حيث لم تعد تعدّ الأشكال والأصناف العديدة من المؤون لتخزينها قبل قدوم فصل الشتاء، بسبب غلاء الأسعار وضعف القدرة الشرائية لدى شريحة واسعة من الناس، الأمر الذي دفع الكثير منهم للعزوف عن هذه “العادة القديمة”.
وبحسب الموقع فقد بدأ تخزين مؤونة “المكدوس” والبقوليات والمربيات بأنواعها والفواكه المجففة يتحول إلى جزء من الماضي، إضافة إلى تجفيف الفواكه، خصوصاً وأن تلك المواسم تتزامن مع افتتاح المدارس وشراء مادة المازوت لغرض التدفئة، والتي باتت تثقل كاهل الأسر السورية عامة.
وباتت المؤن تقتصر على ما هو ضروري فقط، مع الاكتفاء بالحد الأدنى منها، حيث يضاف انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في معظم المناطق، إلى جملة العوامل التي تشكل عائقا أمام تخزين المؤن للقادرين على شراءها، وهو ما دفع الغالبية إلى تجفيفها عبر تعريضها للشمس، وتخزينها بكميات قليلة.
وقالت سميرة العبدالله (56 عاما)، وهي ربة منزل، تعيش في منزلها مع أسرتها المؤلفة من أربعة أشخاص: “اختلف كل شيء، واليوم غالبية الأسر تخزن بعض المؤون ذات السعر الأرخص والأقل تكلفة”، كما أعربت أم سامر (43 عاما)، وهي موظفة، عن حزنها لما وصلت إليه الأسرة السورية من فقر جراء خروج الكثير من المواد الغذائية من قائمة التخزين لفصل الشتاء.
وأوضحت أن شهر المؤونة في سوريا يتزامن عادة مع افتتاح المدارس، وهذا الشيء يشكل إرباكا كبيرا لمعظم الأسر، وخاصة من لديها أكثر من طالب في المدرسة، مؤكدة أن غلاء أسعار الخضروات بشكل كبير حرم الناس من تخزين المؤون.
أما الشابة هديل السالم (32 عاما)، وهي متزوجة ولديها طفل صغير، روت أنها كانت تشاهد أمها وهي تحضر الكثير من الأصناف لمؤونة الشتاء، وكانت تتمنى أن تحذو حذو أمها عند زواجها، لكن “يبدو أن هذا الحلم لن يتحقق، لأن الوضع الاقتصادي لا يسمح.. كل شيء غالٍ، فتكلفة كيلو المكدوس الواحد تبلغ أكثر من 50 ألف ليرة سورية، والأسر الصغيرة تحتاج إلى 5 كيلو كأقل تقدير، يعني 250 ألف ليرة سورية تقريبا، وهذا هو راتب زوجي في شهر”.
من جانبه، أكد حمد الهادي (37 عاما) والذي يعمل في معصرة لدبس العنب أن “غلاء الأسعار خطف الفرحة من بيوت السوريين عموما، وغاب طقس المؤونة الذي كان الأهل يجتمعون للقيام به، مبينا أن هذا الأمر ترك أثرا سلبيا في نفوس الناس”، مضيفاً أن الناس “كانوا يساعدون بعضهم البعض في قطاف العنب وعصره في المعصرة كي يُستخرج منه الدبس، وكان يُوزع بشكل مجاني على الأسر المحتاجة”، مؤكدا أن هذه العادة غابت، والسبب هو غلاء الأسعار، وارتفاع أسعار تكاليف الإنتاج”.