بدأت درجات الحرارة بالانخفاض بشكل واضح خلال اﻷيام القليلة الماضية، مع اقتراب الدخول في فصل الشتاء، وسط ارتفاع في أسعار مواد التدفئة وتفاقم معاناة اﻷهالي وتزايد أعداد النازحين.
وأفاد مراسل “حلب اليوم” بأن أسعار الحطب والقشور المستعملة في التدفئة انخفضت نسبياً خلال الشهر الجاري، إلا أنها ما تزال مرتفعة قياساً بالقدرة الشرائية الضعيفة للسكان المحليين، حيث يتراوح سعر الطن بين 190$ و240$، وهو ما دفع نسبة من اﻷهالي للعودة إلى استخدام مدافئ المازوت.
وبحسب ما نشره فريق “منسقو استجابة سوريا”، في تقرير، فإن أكثر من 94 % من العائلات غير قادرة على تأمين مواد التدفئة للشتاء القادم، موضحاً أن “الحاجة ملحة لتنفيذ مشاريع خاصة لتقديم مواد التدفئة للمدنيين في المنطقة، إضافةً إلى النازحين القاطنين في المخيمات”.
وحُرم 79 % من النازحين من إمدادات التدفئة وتحديداً ضمن المخيمات، خلال العام الماضي، كما سبب انخفاض درجات الحرارة حدوث وفيات نتيجة البرد إضافة إلى الحرائق في المخيمات نتيجة استخدام مواد تدفئة غير صالحة، وفقاً للتقرير.
ولا تزال الأوضاع المادية للسكان في تراجع حيث “يسعى 67 % من العائلات في شمال غرب سوريا إلى تخفيض الاحتياجات الأساسية وخاصةً الغذاء في محاولة يائسىة للحصول على التدفئة لهذا العام”، في ظل ارتفاع بأسعار عموم المواد.
وبحسب مراسلنا فإنه ورغم انخفاض أسعار القشور مقارنةً بالعام الماضي، إلا أنها لا تزال مرتفعة بنسبة تتجاوز 100% مقارنةً بالعام الذي سبقه، فيما يعاني السكان من البطالة وانخفاض الأجور والدخل.
من جانبه لفت فريق الاستجابة إلى أن 83 % من العائلات لايتجاوز مصدر الدخل لديها 50 دولاراً أمريكياً في الشهر، وبالتالي فإن “الحصول على مواد التدفئة أمراً صعب المنال”، داعياً “جميع المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة للبدء بتجهيز مشاريع الشتاء”.
وكانت العواصف المطرية والهطولات الثلجية قد ألحقت أضراراً بنحو 160 مخيماً خلال فصل الشتاء الماضي، ما أدى إلى تضرر أكثر من 80 ألف مدني، كما تسببت بتهدّم 300 خيمة وتضرر 450 خيمة أخرى.