قالت منظمة “أطباء بلا حدود”، إن التصعيد الأخير الذي شنّته قوات الأسد في شمال غربي سوريا، أدّى إلى خسائر فادحة في حياة الأشخاص الذين يعيشون في المنطقة، كما أدّى إلى تدمير النظام الصحي المتعثر.
وأكّدت المنظمة في تقرير، أمس الأول الأربعاء، تعرّضت ثلاثة مستشفيات في إدلب، وهي المستشفى الجامعي، والمستشفى الوطني، ومستشفى المحافظة، للقصف من قبل قوات الأسد، ما أدّى إلى خروجها عن الخدمة جزئياً.
كما تعرّض مخيم للنازحين في مدينة دارة عزة غربي حلب للقصف، حيث تم إجلاء النساء والأطفال من المخيم إلى مناطق أكثر أماناً.
وأضاف التقرير: “مع ذلك فإن الظروف في هذه المناطق صعبة للغاية بسبب نقص الخدمات الأساسية مثل المياه والمراحيض والغذاء والمأوى. وتؤدّي الظروف المعيشية المكتظة إلى تفاقم الوضع”.
وتشير التقديرات – حسب التقرير – إلى أن ما لا يقل عن 78,000 شخص قد نزحوا، في حين أن الجهود المبذولة لتقديم المساعدات الإنسانية تعرّقل بسبب ما وصفه بـ “الأعمال العدائية المستمرة”.
ولفت التقرير إلى مقتل ما لا يقل عن 46 شخصاً وإصابة 279 آخرين بجروح، بينهم نساء وأطفال، حيث تم علاج 60 جريحاً، من بينهم امرأتان، وتوفي 5 أشخاص متأثرين بجراحهم في المرافق التي تدعمها “أطباء بلا حدود”.
وأدّى القصف إلى توقف حوالي 19 مستشفى في إدلب وغرب حلب عن تقديم الخدمات غير الأساسية للتركيز على توفير الرعاية الطارئة للاستجابة للضحايا، مما يجعل الوصول إلى الرعاية الصحية أكثر صعوبة، وفق التقرير.
وقالت رئيس بعثة “أطباء بلا حدود” في شمال غرب سوريا، سهام حجاج، إن “هذه الهجمات غير مقبولة ولها عواقب وخيمة على الأشخاص الضعفاء بالفعل وعلى النظام الصحي الهش بالفعل في شمال غرب سوريا”.
وطالبت حجاج “جميع الأطراف المتحاربة احترام القانون الإنساني الدولي، وحماية الناس والبنية التحتية المدنية، وحماية المرافق الطبية”.
ومنذ الخميس الماضي، صعدّت قوات الأسد وروسيا من قصفها المدفعي الصاروخي على مدينة إدلب وريفها وريف حلب الغربي، حيث استهدفت المستشفيات والأسواق ومخيمات النازحين، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، إضافة إلى نزوح الآلاف إلى المناطق الحدودية.