خليل السامح – حلب اليوم
طرح الهجوم الذي استهدف الكلية الحربية التابعة لسلطة الأسد في مدينة حمص، الخميس الفائت، عدّة تساؤلات أبرزها من هي الجهة الفاعلة؟ والذي أسفر عن 89 قتيلاً وإصابة 227 آخرين بجروح.
ويوم الخميس الفائت، هز انفجار عنيف الكلية الحربية في مدينة حمص أثناء حفل تخريج دفعة من الضباط، بحضور وزير الدفاع في حكومة الأسد وعدد كبير من الضباط،، حسبما أكّد حينها مراسل “حلب اليوم”.
بينما قال تلفزيون سلطة الأسد، إن هجوماً بالمسيّرات استهدف حفل تخريج دورة ضباط بالكلية الحربية في حمص، ما أسفر عن أعداد كبيرة من القتلى الإصابات.
وأثارت مغادرة وزير الدفاع في حكومة الأسد والضباط ذوي الرتب العالية، قبل انتهاء الحفل بنحو 20 دقيقة، الشكوك حول عدم قيام الجهة المنفذة باستهداف الحفل أثناء وجود هؤلاء الضباط.
سلطة الأسد سارعت إلى اتهام من وصفتها بـ “التنظيمات الإرهابية” و”الجماعات المسلحة المدعومة من جهات دولية” بالوقوف وراء هذا الهجوم.
من هي الجهة المنفّذة؟
المحلل العسكري، أحمد حمادة، استبعد في تصريح خاص لـ “حلب اليوم”، أن تكون الفصائل المقاتلة وراء الهجوم، معللاً ذلك بأن المسيّرات التي استهدفت الكلية الحربية في حمص وأحدثت هذا الدمار لا تمتلكها الفصائل بل دول كبيرة.
وأشار حمادة إلى أن اتهام سلطة الأسد من وصفتها بـ “التنظيمات الإرهابية” بالضلوع في الهجوم، ما هو إلا لتبرير عدوانها على المدنيين في الشمال السوري.
وحول الجهة الفاعلة، رأى الحمادة أنه يجب على الجهات الأمنية في سلطة الأسد التحري والكشف عن الجهة المنفذّة للهجوم، وذلك عبر تحليل الحدث ونوعية الطائرة وقطعها التبديلية، وبالتالي تُدرك وتعلم من يستطيع القدرة على تنفيذ العمل واختراق كل الدفاعات الجوية المنتشرة حول محيط الكلية الحربية.
وفي حديثه لـ “حلب اليوم”، رجّح المحلل العسكري أن تكون إيران والميليشيات التابعة لها هي من تقف وراء هذا الهجوم، لأنها تُريد أن تشد من عزيمة الموالين الذين بدأوا بالتململ من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة في مناطق سلطة الأسد.
كما تُريد طهران – وفق حمادة – أن تُبت لسلطة الأسد بأن علاقتها مع روسيا والصين لن تحميها، وأن إيران وميليشياتها قادرة على تنفيذ هجمات عسكرية ضدها.
وفي ذات السياق، لفت رئيس الائتلاف الوطني السوري، هادي البحرة، إلى أن ما تعرّضت له الكلية الحربية في حمص خلال حفل تخريج عدد من ضباط سلطة الأسد، يحمّل في طبيعة عملية الاستهداف وتفاصيل الحفل، بصمات سلطة الأسد والميليشيات الداعمة لها.
وشدّد البحرة في تغريدة عبر منصة “إكس“، على ضرورة رفع أولوية الملف السوري لدى الأطراف الدولية كافة، في ظل ازدحام الأزمات الدولية الأخرى على قائمة اهتمامات الدول.
وتقع الكلية الحربية في حمص في منطقة محاذية لحي الوعر، ويحيطها عدّة مبانٍ عسكرية، ولم تكن قد تعرّضت لأي عمليات عسكرية منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، رغم أنها كانت محاذية لمناطق الفصائل المقاتلة قبل 6 أعوام.
مجازر وانتقام
بعد الهجوم على الكلية الحربية، بدأت قوات الأسد بشن حملة قصف هي الأعنف منذ أشهر، على مناطق إدلب وحماة وحلب واللاذقية، ما أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، إضافة إلى دمار في الممتلكات.
وأوضح “الدفاع المدني السوري”، أن حصيلة تصعيد قوات الأسد وروسيا، أمس السبت، بلغت 11 قتيلاً، جرّاء الهجمات بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وانفجار مخلفات القصف العنقودية، والغارات الجوية من الطيران الحربي على أكثر من 15 مدينة وبلدة وقرية في ريفي حلب وإدلب.
وبهذا تكون حصيلة الضحايا المدنيين إثر حملة التصعيد العسكرية على الشمال السوري قد بلغت 43 مدنياً، وذلك خلال 4 أيام.
من جهتها، وثقت “وحدة تنسيق الدعم” (ACU) في بيان، أمس السبت، استهداف قوات الأسد 45 مدينة وبلدة خلال 48 ساعة فقط، وأدّى القصف إلى مقتل 34 مدنياً بينهم 8 أطفال و7 نساء، وإصابة 86 مدنياً بينهم 20 طفلاً و14 امرأة.
واستهدف القصف مخيّمين للنازحين، ومدرستين، وسوقاً شعبياً مكتظاً بالمدنيين، ومسجداً ومحطةً للكهرباء، وفق البيان.
وكما أدّى القصف إلى نزوح 50 عائلة من مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي باتجاه منطقة عفرين شمالي حلب، ونزوح 75 عائلة من مدينتي جسر الشغور باتجاه مخيمات النازحين، إضافة إلى نزوح 50% من سكان مدينة سرمين باتجاه مخيمات النازحين والمزارع المحيطة بالمدينة.
فيما وصل بعض النازحين إلى ريف حلب الشمالي، ویُقدّر عدد العائلات النازحة بـ 1,200عائلة یشکلون 6,000 نازح.
كما نزح 225 فرداً من مدينة بداما، و255 فرداً من بلدة الناجیة، و200 فرداً من بلدة مرعند، و75 فرداً من بلدة الزعینیة، و15 فرداً من بلدة الحمبوشیة، فيما وصل إلى بلدة بکسریا 200 نازحاً، ووصل إلى بلدة خربة الجوز 200 نازحاً، وتوزّع بقية النازحين على المخيمات المجاورة.
وكانت “غرفة عمليات الفتح المبين” التابعة للفصائل المقاتلة، قد أعلنت أمس السبت، عن حملة قصف ضد قوات الأسد، حيث استهدفت مقار عسكرية داخل نبل والزهراء، إضافة إلى مدينة القرداحة بريف اللاذقية، وعدّة مناطق في ريف حماة الغربي، وذلك ردّاً على التصعيد العسكري من قبل الأسد، الذي خلّف عشرات القتلى والجرحى غالبيتهم نساء وأطفال في الشمال السوري.