يبدو أن إعادة تأهيل النظام قد باتت الشغل الشاغل لحليفه الأبرز روسيا، من خلال طرحها مشاريع إعادة الاستقرار في البلاد بطريقتها وبما يناسبها.
وزارة الدفاع الروسية أعلنت عن عمليات وصفتها بالواسعة لإعادة بناء البُنى التحتية في خمس محافظات سورية، ستجهز فيها المدارس ومحطات الكهرباء والمستوصفات والمخابز والمستشفيات والمباني السكنية قبيل بدء العام الدراسي.
رئيس المركز الوطني لإدارة شؤون الدفاع ميخائيل ميزينتسيف قال في اجتماع لجنة تنسيق عودة اللاجئين، إن المحافظات التي ستنطلق فيها المشاريع بالتعاون مع حكومة النظام هي دمشق وحلب ودير الزور وحماة وحمص.
عمليات الترميم ستشمل نحو ستين مركزاً سكنياً، وخمسة وستين مركزاً تعليمياً وثلاثين مخبزاً، وأربعين محطة لضخ المياه وتوليد الكهرباء، وأربعة عشر مركزاً طبياً، وأكثر من مئتي مبنى سكنياً وفقاً لوزارة الدفاع الروسية.
روسيا التي غيرت مجريات الأحداث في الساحة السورية منذ دخولها المباشر عام ألفين وخمسة عشر، كانت قد دعت دول القوى العظمى عبر سفيرها في الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي لرفع العقوبات عن سوريا والمساهمة في عودة اللاجئين دون الارتباط بإجراء تغييرات سياسية.
إلا أن دولاً عدة أبرزها فرنسا والولايات المتحدة رفضت الدعوة الروسية واشترطت للمشاركة انتقالاً سياسياً وإجراءَ انتخابات بإشراف الأمم المتحدة.
رئيس الائتلاف الوطني السوري عبد الرحمن مصطفى دعا الدول الأوروبية لعدم قبول المشروع الروسي قبل تحقيق الانتقال السياسي، مشدداً على ضرورة توفير ضمانات قانونية للاجئين، وضمان مشاركة الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة في هذه العملية.
في ظل المساعي الروسية لإعادة تعويم نظام الأسد، يرى مراقبون أن ملايين النازحين والمهجرين لن ينعموا بإعادة الاستقرار، ما لم يحقق مطلب الشعب الأول بإسقاط النظام.