تعرّض اللاجئون السوريون لمزيد من الهجمات العنصرية في عدة مناطق من جزيرة “قبرص اليونانية”، وسط اتهامات من المعارضة للحكومة في التقصير بضبط اﻷوضاع.
وشهدت الجزيرة أمس هجوماً جديداً ضد اللاجئين في منطقة ليماسول طالت مسجداً ومتاجر للسوريين في المدينة، وذلك عقب الاعتداء على المهاجرين في قرية كلوراكا جنوب غرب البلاد، وفقاً لما نقلته صحيفة “حرييت” التركية.
وبحسب وصف المصدر فقد “حوّل عنصريون مدينة (ليماسول) السياحية إلى ساحة حرب”، وهاجموا اللاجئين وأماكن عملهم، قبل أن تتدخل الشرطة القبرصية بحملة اعتقالات لكنها لم توقف الاضطرابات بشكل نهائي.
واعتقلت الشرطة 13 شخصاً على خلفية الأحداث، بعد إصابة 5 أشخاص على الأقل معظمهم من السوريين، وذلك نتيجة محتجّين بمظاهرة مُناهضة للاجئين والمهاجرين نظّمتها منظمة “إيلام” العنصرية، حيث “تحوّلت إلى هجوم على الأجانب في وقت قصير”.
وردّد نحو 200 ملثم شعارات عنصرية قبل أن ينقسموا إلى مجموعات صغيرة بطريقة منظّمة حيث هاجموا أماكن عمل الأجانب، وخاصة السوريين، في سوق ليماسول، كما ألقت إحدى المجموعات اليمينية المتطرفة زجاجات حارقة على الشرطة، واعتدت بالضرب على 5 أجانب كانوا يسيرون في الشارع ما أسفر عن إصابتهم بجروح.
ومنعت مجموعات المتطرفين الصحفيين الذين حاولوا تغطية الأحداث وسط فشل الشرطة القبرصية في ضبطهم ومنع وقوع حوادث تخريبية، وفقاً لـ”حرييت” التي أكدت أن المهاجمين أيضاً رفعوا شعارات عنصرية، و”لم يتردّدوا في مهاجمة الأجانب المتجوّلين في المنطقة، وقاموا بإلقاء أشياء صلبة وزجاجات المولوتوف، وإشعال النار في صناديق القمامة وإحراق السيارات”.
وقالت أحزاب معارضة إن الشرطة وقفت متفرجة على تلك الهجمات، ودعت الحكومة لجلسة استثنائية كما أعرب زعيم القبارصة اليونانيين نيكوس خريستودوليديس عن خجله لما حدث، مؤكداً أن القضية “لا علاقة لها بالهجرة غير النظامية”.
وأضاف: “هم يعرفون جيداً من المتورّط في هذه الأمور وسيتمّ كشفهم ولو كانوا ملثّمين وتحويلهم للقضاء لمحاكمتهم، كما سيتمّ تقديم التعويضات المالية عن الأضرار في أماكن العمل المحروقة والمدمّرة” مديناً “الاعتداءات على الأبرياء”، محذراً من أن السلطات باتت “غير قادرة على حماية السياح القادمين إلى هذا البلد”.