خليل السامح – حلب اليوم
اتسعت رقعة الاحتجاجات في محافظتي السويداء ودرعا جنوبي سوريا، حيث شهدت الساحات حشوداً غير مسبوقة، إذ طالب المحتجون بإسقاط “بشار الأسد”، وذلك بعد إضراب عام وعصيان مدني في الجنوب.
وخرج المئات من الأشخاص بمظاهرة في ساحة السير بمدينة السويداء، اليوم الجمعة، بعدما وصلت وفود من قرى وبلدات عدّة، حسبما نقلت شبكة “السويداء 24” المحلية.
وطالب المتظاهرون برحيل “بشار الأسد” وإسقاط سلطته، وإطلاق سراح المعتقلين، وتطبيق القرار الدولي “2254”، إضافة إلى رفع علم الثورة السورية.
كما شهدت بلدة القريا بريف السويداء – حسب الشبكة – حشوداً غير مسبوقة أمام ضريح “سلطان باشا الأطرش”، حيث وصل شيخ عقل “طائفة المسلمين الموحدين الدروز”، “حمود الحناوي” للمشاركة بالاحتجاجات.
محافظة درعا
سجّلت محافظة درعا، اليوم الجمعة، 8 نقاط تظاهر، تضامناً مع الاحتجاجات التي تشهدها جارتها السويداء جنوبي سوريا، في مظاهرات مستمرة لليوم السادس على التوالي.
وخرج عشرات المتظاهرين في مدن نوى، وبصرى الشام، وجاسم، والحراك في درعا، ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها “يسقط نظام المخدرات، تسقط روسيا”، و”سنُعيد سيرتها الأولى”، و”مهد الثورة رحّبت وترحب وسترحب بأي ملتحق بالثورة”.
الشمال السوري يُساند الجنوب
عدّة مناطق في الشمال السوري، شهدت أيضاً مظاهرات مناهضة لسلطة الأسد، وتضامناً مع الاحتجاجات في الجنوب السوري.
وخرج المئات بمظاهرات في مدينة جسر الشغور وبلدة دركوش بريف إدلب، ومدينة الأتارب واعزاز ومارع وعفرين بريف حلب.
ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها: “من الجنوب إلى الشمال السوري يد واحدة قلب واحد”، و”تحية إلى أحرار الجنوب أحرار حوران السهل والجبل”، و”بركان الثورة لا يخمد سيظل يغلي حتى يحرق طغاة القتل والأجرام الأسدية ويحرر سوريا منها.
الساحل السوري
تشهد مناطق الساحل السوري على رأسها محافظة اللاذقية انتشاراً أمنياً مكثفاً،، وذلك بعد حملة اعتقالات شنّتها قوات سلطة الأسد ضد المنتقدين لها.
وأكّد مصدر خاص لـ “حلب اليوم”، أن قوات سلطة الأسد وبأوامر من فرع “أمن الدوولة”، نفذت حملة اعتقالات طالت نحو عدّة أشخاص في مدينة اللاذقية خلال اليومين الماضيين.
وأشار المصدر إلى أن جميع من اعتُقلوا كانوا قد وجهوا انتقادات حادّة لسلطة الأسد إن كان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال حديثهم في الشارع.
ووفق المصدر، فإنه منذ اليوم الأول للاحتجاجات في السويداء ودرعا، بدأت قوات سلطة الأسد بنشر قواتها بشكلٍ مكثف في الساحات والمناطق الرئيسية في محافظة اللاذقية، منعاً لخروج أي احتجاجات.
وقبل أيام، اعتقلت سلطة الأسد الناشط “أحمد إبراهيم إسماعيل”، في مدينة جبلة بريف اللاذقية، بعد أن وجّه انتقادات للأوضاع المعيشية السيئة التي تشهدها مناطق سيطرة سلطة الأسد.
وخرجت ابنة “إسماعيل” في بث مباشر عبر موقع “فيسبوك” قالت فيه، إن والدها تم اقتياده من قبل دورية أمنية، بعد أن تلقى اتصالاً هاتفياً من رب عمله، طالبه بالقدوم إلى مقر العمل من أجل استكمال بعض الأوراق.
وبالعودة إلى المصدر الذي أكّد أن بعض المواطنين في مدينة جبلة حاولوا الخروج في وقفة احتجاجية بالمدينة، للمطالبة بإطلاق سراح “إساعيل”، ليتفاجؤوا بانتشار أمني مكثف في جبلة، ما دفعهم للعودة.
وفي محاولة للتشويش على الاحتجاجات في السويداء ودرعا، خرجت أمس الخميس، مسيرتين مؤيدتين لسلطة الأسد جابت شوارع طرطوس والعاصمة دمشق، حيث أفاد المصدر بأن المسيرتين دعت إليها أجهزة استخبارات سلطة الأسد، وخرج بها عناصر من الأفرع الأمنية.
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، صوراً للمسيرتين، أظهرت سيارات فارهة عليها صور “بشار الأسد”، في الوقت الذي تشهد فيه السويداء ودرعا احتجاجات متواصلة.
اعتقالات في حلب
خوفاً من خروج احتجاجات مناهضة لسلطة الأسد كما الحال في السويداء ودرعا، شن فرع “أمن الدولة” حملة اعتقالات طالت عدداً من الشبان في مدينة حلب.
وبحسب ما أفاد به مصدر خاص لـ “حلب اليوم”، فإن الاعتقالات شملت معتقلين سابقين، كما استدت الأفرع الأمنية عدداً آخر من الشبان، في الوقت الذي تشهد فيه مدينة حلب حمللة أمنية كبيرة وانتشاراً للحواجز، ولا سيما في الأحياء الشرقية مثل بستان القصر والفردوس والسكري.
وتأتي هذه الاحتجاجات بسبب ترّدي الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي يُعاني منها السوريون في مناطق سيطرة سلطة الأسد منذ سنوات، إضافة إلى الفلتان الأمني وانتشار عمليات القتل والخطف.