لا تزال حوادث السير تحصد أرواح المدنيين في الشمال الغربي بشكل متواصل دون أية حلول من قبل السلطات المعنية بالمنطقة، وهو ما يسبب مشكلة حقيقية تؤثر سلباً على حياة اﻷهالي.
وبحسب الدفاع المدني السوري الذي يُسعف المصابين بشكل شبه يومي، فإن كثرة الحوادث التي تؤدي لسقوط ضحايا ومصابين، تعود إلى السرعة وعدم الالتزام بقوانين السير.
ولا توجد إحصائيات واضحة تُبين عدد الحوادث بالمنطقة على وجه الدقة، إلا أن الدفاع المدني يشير إلى ارتفاع نسبتها، ووجوب البحث عن حلول لتلك الظاهرة.
لكن بيان الخوذ البيضاء، لفت أيضاً إلى سبب آخر قلّما تتم مراعاته وهو وجود أعطال صغيرة في المركبة، مع رداءة الطرق وانتشار الحفر فيها بشكل كبير، اﻷمر الذي يزيد نسبة الحوادث.
يؤكد “محمود .ع” وهو تاجر سيارات يعمل في مدينة إدلب أن الكثير من المركبات بالشمال السوري يجب أن تُصنّف غير صالحة للاستعمال، ولكن يتم استيرادها بلا مراعاة ﻷية شروط، فأغلبها تمّ “تنسيقه” في بلد الاستعمال أو المنشأ وأُرسل إلى شمال غربي البلاد بدلاً من رميه في مقابر السيارات.
ويوضح “محمود” أن تلك السيارات التي تعمل اﻵن خارج عمرها الافتراضي تمشي على الطرق الرئيسة بسرعات كبيرة مع قطع “دوزان” متهالكة قد يؤدي انكسار أي منها لمأساة تستمر طيلة الحياة وتطال أسراً بأكملها.
ويوافق الميكانيكي “سالم .ح” على هذا الرأي مؤكداً أن السيارات المتالهكة والقديمة خطرة على أصحابها، وأنه بحكم عمله يرى أن أكثر من نصف السيارات في المنطقة غير صالحة للسفر أو المشي لسرعة تزيد عن 80 كيلومتراً في الساعة.
ومع قلة ذات اليد يُهمل الكثير السائقين الصيانة الدورية ﻵلياتهم، بسبب غلاء قطع التبديل، فضلاً عن فقدانها والاضطرار لاستبدالها بقطع أخرى مستعملة قد تكون متهالكة أيضاً أو غير متوافقة مع سيارتهم تماماً.
وكانت إدارة المواصلات التابعة لحكومة اﻹنقاذ في إدلب قد فرضت منذ عام 2021 اجتياز السيارة لفحص سريع يتم إجراؤه من أجل منح صاحبها تجديداً لرخصة السير، وهو إجراء معمول به في كافة دول العالم، إلا أنها لا تستعمل وسائل فحص كافية، فضلاً عن أن قسماً كبيراً من الآليات تجاوز عمرها الافتراضي.
وأمام قلة الدخل وضعف القدرة الشرائية للسكان فإنهم مضطرون لأن يقتنوا ما تتيحه لهم ميزانياتهم المتواضعة، حيث يؤكد “محمود” أن الكثير من السيارات تباع بأقل من 1000 دولار، وأن من يشتريها يعلم أنه اشترى “قنبلة موقوتة” لكن لا توجد خيارات أخرى.
ومع نزوح الملايين نحو آخر المساحات المحررة زادت كثافة السكان وزاد معها الضغط على الطرق، والتي لم تُبنَ من الأصل وفقاً للمعايير الدولية، من حيث الجودة والسعة والتنظيم، كما أنها تجاوزت عمرها ومضى عليها زمن طويل، لذا فإن “الخوذ البيضاء” تدعو السائقين باستمرار لتخفيف السرعات والانتباه عند المنعطفات والطرق المتكسرة مع تفقد المركبات وصيانة الأعطال فيها بشكل دوري.
وتضع مديرية المواصلات بإدلب كاميرات للكشف عن السرعات مع تحديد السرعة القصوى لكل مركبة، لكنّ ذلك لم يردع الكثير من السائقين عن الانطلاق بتهور، مع العلم بأن كثرة الدراجات النارية يشكل عامل خطر يضاف إلى ماسبق.
وأصيب 3 أطفال بكسور ورضوض متفاوتة، ظهر اليوم السبت جراء حادث سير نجم عن تدهور دراجتهم النارية بريف حلب الغربي، كما أصيب رجلان بكسور ورضوض، جراء تدهور دراجة نارية كانا يستقلانها على طريق المرتفعة بناحية راجو شمالي حلب، الليلة الماضية، ويوم اﻷربعاء الفائت أصيب 9 مدنيين بينهم 3 أطفال وامرأتان، جراء 6 حوادث سير وقعت خلال 24 ساعةً.