تحدث الدبلوماسي المتقاعد “عمر أونون” آخر سفير تركي في سوريا، عن عملية التطبيع بين سلطة الأسد وتركيا، مؤكّداً أنها شهدت تباطؤاً بعد الانتخابات التركية.
وقال “أونون” في مقابلة نقلتها صحيفة “إندبندنت” الناطقة بالتركية، اليوم الجمعة، إن وفود تركيا وسلطة الأسد وروسيا وإيران اجتمعوا ضمن ما عُرّف بـ “الاجتماع الرباعي” في كازاخستان بحزيران الماضي، حيث كان الاجتماع الذي أرادت موسكو أن تكشف فيه أنقرة عن جدول زمني واضح لانسحابها من سوريا.
فيما أكّدت سلطة الأسد أن “انسحاب تركيا من الأراضي السورية هو المدخل الوحيد لأي علاقة طبيعية”.
وأشار “أونون” إلى أن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” كان قد قال في وقتٍ سابق “سألتقي بالأسد عندما يحين الوقت”، ومن ناحية أخرى تساءل “بشار الأسد” في مقابلته الأخيرة مع قناة “سكاي نيوز عربية”: “لماذا نتقابل أنا وأردوغان لتناول المرطبات مثلاً؟”.
واعتبر “أنون”، أنه لو افترضنا أن هناك عملية بدأت بين تركيا وسلطة الأسد، بغض النظر عما إذا كانت تريد تسميتها بالتطبيع، لافتاً إلى أنه بعد المفاوضات التي بدأت بين مسؤولين استخبارات البلدين، اجتمع رؤساء الاستخبارات، تلاها اجتماع آخر على مستوى وزراء الخارجية.
وأضاف: “نظر الجمهور في نهاية العملية على أنه اجتماع بين بشار الأسد وأردوغان، ولكن هذا لم يحصل، لأن واضح منذ البداية. هناك بعض الخلافات الجدّية بين الجانبين لم يتم الاتفاق عليها”.
ماهي الخلافات؟
رأى الدبلوماسي التركي أن السبب الرئيسي هو انتشار القوات التركية في سوريا، مشيراً إلى أن هذه ليست مشكلة يتم حلّها بسهولة، لأن وجود القوات التركية في البلاد يضمن أمن أنقرة.
وبحسب “أونون”، فإنه خلال الـ 10 سنوات الماضية، عانت تركيا الكثير بسبب سيطرة من وصفها بـ “التنظيمات الإرهابية” في شمالي سوريا، لذلك قرّرت أنقرة أن تتقدم على هذه التنظيمات، وأنشأت خط دفاعها الأمامي داخل الأراضي السورية.
ويرى الجانب التركي – حسب “أونون” – أن انسحاب قواتها من هناك، سيوجّه ضربة خطيرة لأمن تركيا.
وفيما يتعلق بمقابلة “بشار الأسد” الأخيرة مع قناة “سكاي نيوز عربية”، علّق الدبلوماسي التركي المتقاعد، أن “الأسد” كرّر في الواقع ما كان يقوله منذ شهور أو ما قالته حكومته، مضيفاً: “ما قاله ليس جديداً”.
قضية المهاجرين
بيّن “أونون” أن قضية المهاجرين كانت من أكبر الأوراق الرابحة في يد المعارضة التركية، التي قالت: “عندما نصل إلى السلطة سنلتقي مع سوريا على الفور”.
واعتقد “أونون” أن الرئيس التركي بذل جهداً لأخذ هذه الحجة من المعارضة قبل الانتخابات، واستخدم عبارات مثل “يمكننا أيضاً لقاء سلطة الأسد إذا لزم الأمر”.
ونوّه “أونون” إلى أنه قبل الانتخابات كانت الناس تسمع التصريحات التي جاء فيها: “سنلتقي بالأسد، سنفعل هذا”، وذلك لك يومين أو ثلاثة أيام، أما في الآونة الأخيرة أي بعد الانتخابات، اختفت هذه التصريحات.
وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، قد جدّد رفضه لمطلب “بشار الأسد” بسحب القوات التركية من الشمال السوري، مؤكداً أن تلك الخطوة ستؤدي لزعزعة أمنية، وذلك خلال مقابلة مع التلفزيون التركي “تي آر تي”، في أيار الماضي.