أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” تقريراً، أمس الأحد، حول الوضع الإنساني في سوريا خلال النصف الأول من العام الحالي 2023.
وبحسب التقرير، فإن المنظمة وصلت إلى 6.8 مليون شخص، بما في ذلك 1.9 مليون فتاة، و1.7 مليون فتى، خلال الأشهر الـ 6 الأولى من العام الجاري.
وأشار التقرير إلى أن الأولوية أُعطيت للأسر في المناطق المتضررة بشدة والتي يتعذر الوصول إليها، حيث وصلت المنظمة إلى 100 ألف شخص في مناطق يصعب الوصول إليها و2.3 مليون في المناطق الأخرى.
الزلزال
التقرير أفاد بأن الزلزال الذي ضرب المنطقة في السادس من شباط الماضي، تسبّب بأضرار جسيمة في شمالي سوريا، وأثرت نتائجه على ما يصل إلى 8.8 مليون شخص.
كما تسّبب بدمار البنية التحتية الخدمية الأساسية والمنشآت، وفاقم أوضاع الأطفال المستضعفين وأسرهم، مما ترك العديد من الناس بدون طعام وماء ومأوى وفي حاجة ماسة إلى المساعدة الطبية والنفسية الاجتماعية الطارئة، خصوصاً مع سقوط ما يقارب من الـ 6000 شخص، بمن فيهم الأطفال، وإصابة أكثر من 12000.
وأكّد التقرير أن العاملين في “يونيسف” تمكنوا من الوصول إلى 2.5 مليون شخص في المناطق المتضررة في كل من حلب وإدلب واللاذقية، مشيراً إلى أن القيمة الإجمالية للأضرار والخسائر الناجمة عن الزلازل تُقدّر بـ 9 مليار دولار.
وأضاف التقرير: “أسهم فتح نقطتين حدوديتين إضافيتين (معبري باب السلامة والراعي) بتمكين موظفي الأمم المتحدة من القيام بمهام وزيارة المناطق الأكثر تضرراً”.
وتابع: “أكملت يونيسيف 30 مهمة عبر الحدود لتسريع تدخلاتها المنقذة للحياة في مجالات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي والتعليم وحماية الطفل”.
ووفق التقرير، فإن “يونيسف” أرسلت 214 شاحنة محملة بالإمدادات المنقذة للحياة إلى شمال غربي سوريا، عبر نقطتي عبور “باب الهوى” و”باب السلامة”، كما أجرت أنشطة بناء القدرات الفنية للشركاء المنفذين.
تفشي “الكوليرا”
“يونيسف” قالت إن تفشي مرض “الكوليرا” تسارع، نتيجة التدمير الواسع النطاق للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي، والأزمة الاقتصادية، وانقطاع الكهرباء، والجفاف، والمعرفة المحدودة بالسلوك والممارسات الوقائية الفعالة من المرض.
وبيّن التقرير أن ما يصل إلى 52% من السكان يعتمدون على إمدادات مياه بديلة غير آمنة لتلبية احتياجاتهم، حيث أن 90% من الأسر تعيش في فقر و55% تُعاني من انعدام الأمن الغذائي.
تقييم التعليم
التقرير لفت إلى أن المنظمة أحرزت تقدماً كبيراً في تكييف وتنفيذ أدوات تقييم التعلم لمساعدة المعلمين لتلبية الاحتياجات المحددة للأطفال الذين فاتهم وقت التعلم بسبب الأزمات المتعددة، حيث تم تقديم مبادرات التعلم الرقمي، أو شاشات الإسقاط، لسد فجوة التعلم في المناطق المتضررة من الزلزال.
وفي ختام التقرير، نوّهت المنظمة إلى أنها ستحتاج خلال عام 2023، إلى 468.5 مليون دولار لتقديم المساعدة المنقذة للحياة إلى 7.8 ملايين شخص، بما في ذلك 5 ملايين طفل، في جميع أنحاء سوريا.