كشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية عن ارتفاع نسب الوفيات بين صفوف مصابي زلزال 6 شباط/ فبراير بالشمال السوري، موضحةً الظروف والعوامل الموضوعية التي سبّبت ذلك.
وقالت المنظمة في بيان إن تقديراتها تشير إلى أنّ مقابل كل وفاة يُرجَّح أن يحدث ما بين إصابتيْن إلى 4 إصابات، في عموم المنطقة التي ضربها الزلزال في “كهرمان مرعش” ومحيطها.
وفي سوريا بلغ عدد الإصابات ضعف عدد القتلى، “لذلك كانت النسبة التقريبية 1: 2″، وفقاً للبيان الذي أكد أن هناك أسباباً واقعية أدت لذلك تختلف عن قرب مركز الزلزال من السكان المتضررين.
وحدّدت المنظمة ثلاثة مبادئ رئيسية أخرى أسهمت في ارتفاع عدد القتلى، وهي: هشاشة المباني السكنية، ويشمل ذلك نوع البناء وجودته، والكثافة السكانية، وأخيرًا قدرة فرق البحث والإنقاذ.
ولفت التقرير إلى أن فرق البحث والإنقاذ في الشمال السوري احتاجت إلى مزيد من الدعم في الساعات والأيام الأولى من الاستجابة، حيث كانت كل ساعة تمر بعد وقوع الزلزال تكتسب أهمية حاسمة.
وحول هشاشة المباني أوضحت المنظمة أن المباني المنتشرة في المنطقة مؤلَّفة من “طوابق لينة”، أي إن الطابق الأرضي الذي يكون أشد ضعفاً مما يعلوه من طوابق، و”يُعزى ذلك غالبًا إلى استخدام الطابق الأرضي لأغراض عامة، مثل المحال التجارية أو مواقف السيارات”.
وعند وقوع زلزال – يضيف البيان – ينهار الطابق الأرضي في المبنى المؤلَّف من طوابق لينة أولًا، فيؤدي إلى انهيار الطوابق العليا فوقه عموديًّا، ومن ثَم انهيار المبنى بالكامل.
كما قد تحدث الإصابات أيضاً نتيجة لأضرار لا تتعلق بهيكل المبنى نفسه، مثل الزجاج المتهشِّم، والأثاث المتساقط، والأضرار التي تلحق أجزاءً من هيكل المبنى.
وأسهم ضعف القطاع الطبي أيضاً في تفاقم الأضرار البشرية، حيث يتطلب التدبير العلاجي السليم لأي ضحية مصابة توفير أبجديَّات الرعاية الطارئة التي تشمل رعاية كل من: مجرى الهواء، والتنفس، والدورة الدموية.
وعادة ما يوفر ذلك المسعفون والعاملون في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية، ولكن يجب أن تكون الرعاية الملائمة مصممة وفقًا لمدى وخامة الإصابة، فيما قد يعاني نحو 30% إلى 40% من إجمالي عدد الحالات من إصابات مباشرة مُهدِّدة للحياة، وقد يحتاجون إلى المزيد من الرعاية من أجل المتابعة والعناية الفورية في المستشفى.
وتكشف النتائج التي توصلت إليها منظمة الصحة العالمية عن أن الكوارث، مثل الزلازل، تسفر عن وقوع نسبة هائلة من الوفيات والجروح الناجمة عن الإصابات الشديدة.
ومن بين تلك الإصابات، تمثل الكسور ما يقرب من ربع الإصابات، ويؤثر 74% من تلك الإصابات على الطرف السفلي للمصاب.
يُذكر أن عشرات آلاف السكان ما زالوا مشرّدين في الخيام بالشمال السوري بعد تضرر وانهيار عدد كبير من المباني.