تشهد مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي حالة من الفلتان الأمني، المتمثل بارتفاع معدل جرائم القتل والخطف بحق المدنيين، بقصد طلب الفدية المالية تارة، أو تصفية الحسابات الشخصية بين مجموعات من الأفراد المتطوعين ضمن أفرع مخابرات الأسد تارة أخرى.
وأفاد مراسل حلب اليوم في حمص بأن حالة الفلتان الأمني، وتكرار عمليات الاغتيال والقتل التي طالت عدة شبان من أبناء المدينة تسببت بحالة من الذعر والخوف التي انتابت الأهالي، في ظل عدم اتخاذ سلطات الأمن وعناصر مفارز المخابرات في المدينة أي خطوة للحد من انتشار هذه الظاهرة.
ونقل مراسلنا عن مصدر محليّ من أبناء مدينة تلبيسة قوله: إن المدينة باتت أشبه ما تكون بمدينة أشباح مع ساعات المساء الأولى منذ ما يقارب الأسبوع ولغاية الآن، مضيفاً أن أصحاب المحلات التجارية و “البسطات” فضّلوا إغلاق محلاتهم في ساعة مبكرة تجنباً لأي تهديد قد يطالهم جرّاء عمليات الخطف أو السرقة والسطو المسلح.
ووقعت في الأسبوع الماضي بحسب مراسلنا داخل مدينة تلبيسة حالتا اغتيال طالت: مهند السويد أحد المتعاقدين مع مفرزة الأمن العسكري جنباً إلى جنب مع شقيقه لؤي مساء أمس الجمعة، بالإضافة لاغتيال الشاب أسامة عبد الرحمن الهاشم، قرب حاجز ملوك جنوب المدينة، وذلك بتاريخ الأول من شهر أغسطس الجاري.
ولفت مراسلنا إلى وقوع ثلاثة حالات اختطاف خلال الأسبوع الماضي، بحق خمسة أشخاص من أهالي مدينة تلبيسة وقرية الزعفرانة من (ميسوري الحال) في الوقت الذي ما تزال عملية التواصل جارية مع ذويهم، لإطلاق سراحهم من قبل الخاطفين مقابل دفع فدية مالية تراوحت ما بين ٥٠-١٠٠ مليون ليرة سورية.
وتعاني تلبيسة منذ وقت سابق من كثرة حالات الاختطاف والسلب والنهب، إلا أنها ازدادت في الآونة الأخيرة، وتجدر الإشارة إلى أن سلطات الأمن التابعة لنظام الأسد تفرض سيطرتها جنباً إلى جنب مع قوات الفرقة ١٨ والفرقة ١١ بالإضافة إلى كتيبة المهام الخاصة (حرس جمهوري) على المدينة منذ منتصف العام ٢٠١٨ بموجب اتفاق تم خلاله تهجير سكان المدينة باتجه الشّمال السّوري.