وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقاءه بنظيره الأمريكي جو بايدن في ليتوانيا بأنه يؤسس لـ”مرحلة جديدة” في العلاقات بين البلدين، فيما ندّدت روسيا بقرار تركيا السماح بانضمام السويد وفنلندا لحلف الناتو.
وكان الرئيسان قد اجتمعا أمس الثلاثاء على هامش قمة زعماء حلف شمال الأطلسي “الناتو” بالعاصمة الليتوانية فيلنيوس، وقال أردوغان: إن “لقاءاتنا السابقة كانت بمثابة إحماء أما الآن فنحن نبدأ مرحلة جديدة”.
وأضاف مخاطباً بايدن: “بالطبع هذه المرحلة بالنسبة لي هي من 5 سنوات، وأنتم لديكم تحضيرات من أجل الانتخابات، وأتمنى لكم النجاح مع هذه التحضيرات من الآن.. أعتقد أن الوقت قد حان للتشاور على مستوى الرؤساء في نطاق الآلية الاستراتيجية (مع الولايات المتحدة)، وأرى اجتماعنا خطوة أولى نحو ذلك”.
ولم يقتصر الاجتماع على الرؤساء، بل شارك في اللقاء مسؤولون كبار من الجانبين، حيث حضر من الجانب التركي وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة فخر الدين ألطون، وكبير مستشاري الرئيس السفير عاكف تشاغاتاي كيليج، وفقاً لوكالة اﻷناضول.
عودة ملف طائرات إف-16 إلى الطاولة
جددت الخارجية الأمريكية، التأكيد على دعم إدارة بايدن لعملية بيع طائرات “إف 16” لتركيا، حيث قال متحدث الوزارة ماثيو ميللر في إفادة صحفية إن الوزارة “تدعم بيع تركيا طائرات إف 16، وسنسير قدما بعملية البيع ويبقى للكونغرس كلمة في هذا الشأن”.
وأوضح المتحدث أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أجرى محادثات مع أعضاء في الكونجرس، بمن فيهم السيناتور بوب مينينديز (رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ) حول بيع الطائرات لتركيا، خلال الأسابيع الأخيرة.
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، قد أكد في مؤتمر صحفي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” أن “من مصلحة واشنطن الوطنية، ومن مصلحة الناتو أن تحصل تركيا على هذه الطائرات”.
تحريك ملفي انضمام السويد للناتو وتركيا للاتحاد اﻷوروبي
تقدّم بايدن بالشكر لأردوغان بعد التخلي عن رفضه السابق لانضمام السويد إلى حلف شمال اﻷطلسي الناتو، مثنياً على “الدبلوماسية التي انتهجها والقيادة التي أظهرها” فيما يتعلق بالملف.
ورحّب بايدن بإعلان تركيا إحالة بروتوكول انضمام السويد للناتو إلى البرلمان، وهو ما جعل قمة الناتو أمس توصف بـ”التاريخية”، بحسب تعبيره.
وفي المقابل تعهّدت السويد بأنها ستدعم جهود إحياء عملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث أكدت في بيان ثلاثي مع أنقرة وبروكسل أن إحالة بروتوكولات انضمامها للحلف ستقابله خطوة لدعم انضمام تركيا للاتحاد.
روسيا غاضبة
توعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي أمس، بأن موسكو ستتخذ تدابير مضادة لانضمام السويد إلى الناتو، مضيفاً أنها “تعرف الخطوات التي يجب اتخاذها لضمان أمنها”.
وقال لافروف إن هذه التدابير “ستعتمد على نوع البنية التحتية العسكرية المنتشرة في هذه البلدان (في إشارة إلى فنلندا والسويد)”، متعهداً بـ”ضمان جميع المصالح الأمنية المشروعة لروسيا”.
وأعرب الوزير الروسي عن دهشته حيال “قرار فنلندا والسويد بالتخلي عن وضعهما المحايد ومميزاته”، معتبراً أن الدولتين “قد ضحتا بمصالحهما الوطنية للانضمام إلى الحرب ضد روسيا”.
بدوره، قال متحدث الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن قرار انضمام السويد للناتو سيكون له “تداعيات سلبية”، مؤكدا أن بلاده “ستتخذ إجراءات مقررة ومخططا لها” ردا على هذا الأمر، وأن موسكو “تتابع عن كثب” قمة الناتو في فيلينوس، مندداً بالنهج “المعادي والمناهض” لروسيا خلال هذه القمة.
وكان الكرملن قد دعا تركيا إلى خلع ما وصفها بـ”النظارة الوردية” بعد موقفها اﻷخير، معتبراً أن وعود الاتحاد اﻷوروبي بضم أنقرة لن تُفضي إلى نتيجة.