تستمر قوات سلطة اﻷسد في إرسال تعزيزات عسكرية إلى منطقة شرق الفرات وقرب خطوط التماس مع قوات قسد، وذلك رداً على حشد الأخيرة لقواتها، وسط أحاديث متداولة عن عملية محتملة باتجاه مدينة “البوكمال” الواقعة تحت سيطرة الميليشيات اﻹيرانية على الحدود السورية – العراقية.
ونقل موقع “فرات بوست” المحلي عن “مصادر خاصة” أن قوات سلطة الأسد استقدمت أمس الاثنين تعزيزات عسكرية ضخمة إلى مدينة دير الزور وريفها، حيث وصل نحو 500 عنصر من الفرقة 17 تمركزوا في أربعة نقاط رئيسية على طريق “محطة T2” وصولاً إلى بادية الميادين في ريف دير الزور الشرقي.
من جانبه ذكر موقع “نهر ميديا” أن عناصر تابعين للفرقة 17 نزلوا مع دبابتين، نحو شاطئ نهر الفرات في بلدة بقرص شرقي دير الزور، ورفعوا سواتر ترابية مع التدشيم، خوفاً من أي عمل عسكري قد تطلقه قسد والتحالف الدولي على مناطق سيطرة قوات اﻷسد.
وأضاف أن دورية من قوات الأسد اعتقلت شابين، أثناء تواجدهم في مطعم الكورنيش بمدينة البوكمال شرقي دير الزور، بتهمة الحديث عن اقتراب دخول فصائل مدعومة أمريكياً إلى البوكمال.
وبحسب “فرات بوست” فقد قامت الميليشيات الإيرانية، بتثبيت راجمات صواريخ في 8 مواقع عسكرية مختلفة بالقرب من تمركز قوات الفرقة 17 التي انتشرت في البادية، كما جلبت ميليشيا “حزب الله” عدداً من عناصرها إلى مدينتي الميادين والبوكمال.
وعززت ميليشيا “الباقر” نقاطها العسكرية في قرى حطلة ومراط المقابلة لقاعدة “كونيكو” الواقعة تحت السيطرة اﻷمريكية شمال شرقي دير الزور.
وذكر الموقع أن سلطة اﻷسد “تلقت معلومات عن اجتماع أمني عُقد بين القائد العام لـ “قسد”، مظلوم عبدي، وقادة آخرين في مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي، بهدف شن عملية جديدة شرقي الفرات”، بالتزامن مع استقدام مئات العناصر من مدينتي الرقة والحسكة إلى دير الزور، برفقة آليات مصفحة.
وسُجّل أيضاً – وفقاً لمصادر محلية متقاطعة – فقد نزح عدد كبير من الأهالي قرب خطوط التماس بين الجانبين، خوفاً من اندلاع أية مواجهة، في منطقة شرق الفرات.
استعراض عضلات متبادل بين روسيا وأمريكا في سوريا
تزامنت هذه التطورات مع إطلاق القوات الروسية مناورات برية وجوية، في منطقة شرقي حلب وقرب نهر الفرات المتاخم لمناطق سيطرة التحالف الدولي وقسد.
وبحسب ما أعلنته الدفاع الروسية فإن التدريبات التي استمرت لستة أيام، تهدف لمحاكاة “عملية عسكرية في منطقة ذات طبيعة مائية”، في إشارة إلى نهر “الفرات” الذي يفصل بين مناطق السيطرة الأمريكية شمال شرقي سوريا ومناطق السيطرة الروسية – اﻹيرانية.
كما تحدث الروس عن محاكاة “عملية التصدي لهجوم جوي”، وتحقيق “تفوق جوي” في سوريا، وسط توتر بين الجانبين واتهامات الدول الغربية لموسكو بالتحرش بمقاتلاتها، عقب إرسال واشنطن لطائرات إف – 22 إلى المنطقة.
إلى ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين انطلاق مناورات عسكرية جوية مشتركة مع القوات اﻷمريكية، في الجولان السوري، “تتضمن مهاجمة أهداف ذات عمق استراتيجي، وتحقيق التفوق الجوي في الفضاء والدفاع السيبراني”.
ومن المقرر أن تستمر المناورات حتى الخميس المقبل، حيث ستجري عمليات تزود بالوقود في الجو، باستخدام طائرات التزود بالوقود الأمريكية، وبمشاركة طائرة للتزود بالوقود من طراز KC46 لمواصلة وتعزيز التعاون العملياتي.
وكانت قوة المهام المشتركة الأمريكية في سوريا، قد أعلنت منذ نحو أسبوع عن مناورات عسكرية مشتركة مع قسد شمال شرقي سوريا بالتزامن مع مناورات مماثلة في قاعدة “التنف” الحدودية.